تأمل یوماً بعد یوم: ۲۵ درساً للعیش بوعی کامل
تأمل يوما بعد يوم: ٢٥ درسا للعيش بوعي كامل
ژانرها
درس في الواقعية:
رغم أهميته، لا يملك النفس هوية خاصة به؛ إنه يتشكل ويتبدد بشكل متواصل. هذا ما يسميه البوذيون ب «الفراغ». لا يعني ذلك أنه غير موجود، لكنه ليس بالحقيقة الصلبة كما نتوقعه أن يكون كي نتعلق به ويشعرنا بالأمان. إنه، كالغيم، كالريح، والموج، أو قوس قزح؛ حقيقي لكنه غير دائم؛ ودائم الحضور، لكنه يكتفي بالعبور.
تنفسنا ذو الحضور الدائم
إن حركات التنفس التي تملأ جسدي دائما موجودة معي، كنبع لا ينضب، وهي تبقيني متيقظا متصلا باللحظة الحاضرة، وأنا أراقبها دون أن أحاول تغييرها.
التنفس هو مرساة حالة الوعي الكامل؛ إذ يساعدنا على الرسو في ميناء اللحظة الحاضرة. إنه يشبه أحيانا ما يسميه البحارة بالمرساة الطافية؛ تلك التي تساعد السفينة على إبطاء سرعتها فلا تنقلب في العاصفة، حين لا تجدي كل المناورات الأخرى. إنه كصديق دائم الاستعداد للمساعدة. علينا ألا نطلب منه المستحيل؛ فلا جدوى من طلب العون منه كي نتخلص بشكل كامل من شعور بالضغط، أو القلق، أو الخوف، أو الحزن، أو الغضب. لكنه سيساعدنا حتما كي لا يبتلعنا شعور ما مضن. علينا أن نستعين به كما نطلب من صديق حميم أن يكون بقربنا كي نتجاوز المحنة.
حين يصيبك مرض، تنفس. وتنفس أيضا في وقت الشدة. في البداية بدت لي هذه التوجيهات ذات أفق محدود. فيما بعد فهمت المقصود منها. فالرسالة الكاملة هي: «ابدأ بالتنفس، وستتضح الأمور فيما بعد.» ستصبح أفكارنا أكثر وضوحا، وسنعرف ماذا سنفعل لاحقا. صحيح أن التنفس لن يغير الواقع، لكنه سيغير نظرتنا لهذا الواقع وسيضمن قدرتنا على التصرف في مواجهته.
بعد الممارسة المتكررة للتنفس، سيختلف الأمر؛ لأننا لن نكتفي بتنفسنا، لكننا سنبدأ بمراقبته، وسيشارك جسدنا كله في عملية التنفس. سنصير داخل نفسنا. سنندمج معه. ونصير هو. ذلك ليس وهما ولا إيحاء. كل ما في الأمر هو أننا وصلنا، باستخدام وعينا لحركات تنفسنا، إلى جوهر آلاف من الظواهر التي تجعل منا كائنا حيا.
وهكذا، يصير التنفس أكثر أهمية مما هو عليه؛ يصير طريقا للتواصل والتبادل مع كل ما هو داخلنا وكل ما هو حولنا، سواء أكان ذلك مؤلما أم عذبا لأننا نستطيع، بالتأكيد، أن نتنفس أمام العذوبة والجمال أيضا. «الدرس الثاني»
هناك فكرة عامة مفادها أننا لا نستطيع أن نفعل شيئا جديرا بالذكر بظاهرة يسيرة ومعروفة جيدا كالتنفس. أي خطأ هذا؟! على العكس، نحن نستطيع أن نجني فوائد جمة حين نعي تنفسنا؛ هذا يعني أن نعي بسهولة وجوده وكل أحاسيس جسدنا المتعلقة به، دون أن نحاول تغييره، وأن نعيره اهتمامنا، عندما نكون سعداء أو تعساء، دون أن ننتظر منه شيئا أو نطلب أن يحل مشاكلنا. وعلينا أن نفهم حقيقة أننا حين لا نستطيع أن نحل مشاكلنا، من الأفضل ألف مرة أن نعير انتباهنا لتنفسنا بدلا من اجترار هذه المشاكل في ذهننا.
الفصل الثالث
صفحه نامشخص