کتاب صورت الارض
كتاب صورة الأرض
الدواب وعرضها فيما بين المراغة وارميه (1) نحو عشرين فرسخا ويكون فيها أمواج عظام فى الشتاء ومصائب كبار وفى وسطها جبال مسكونة مأهولة على مياه زهيدة وعيش شظف وسكانها أصحاب المراكب ونواتيها المختلفون بالأمتعة والركاب بين شطيها ولهم معز يقوم برمقهم ولا شىء عندهم إلا ما جلب اليهم، (16) وفى جنوب بركرى وخلاط وارجيش بحيرة آخذة من المشرق الى المغرب ويكون طولها بضعة عشر فرسخا يخرج منها سمك صغار أشبار يعرف بالطريخ فيملح ويحمل الى كثير من الأقطار كالموصل ونواحى الجزيرة والعراق وأصقاع الشأم، [وفى هذه البحيرة حصن يعرف باختمار،] (9)(20) وفى أطراف هذه البحيرة ملح البورق ويحمل أيضا الى العراق وغيرها للخبازين وبالقرب منها بل فى جبل فى جنوبها مقالع الزرنيخ المجلوب الى سائر الأرض وهو أصل الزرنيخ ومنه الأحمر والأصفر ويحمل أيضا من بعض سواحل كبوذان بورق الصاغة للحام الفضة والذهب وذلك أن فى بعض مياهها ما يستحجر فيكون منه هذا البورق فيحمل الى فجاج الأرض وأعماقها وسهلها وجبلها ويصيب التجار فية المرابح النفيسة الغزيرة، ويجلب من الزوزان (16) ونواحى ارمينيه والران من البغال الجياد الموصوفة بالصحة والجلد والفراهة والصبر (17) الى العراق والشأم وخراسان وغير ذلك ما يستغنى بشهرته عن وصفه وذكره، والزوزان (18) ناحية وقلاع لها ضياع الغالب عليها الجبال ويكون بها الشهارى الحسنة الموصوفة بالجمال والفراهة ما يقارب شهارى طخارستان وربما زاد عليها وعلى نتاج الجوزجان، (17) وجبالها تتصل من جهة الحارث والحويرث بجبال اهر وورزقان فتمر الى تفليس فى الشمال ويتصل هناك بها جبل القبق تجاه سياه كويه
صفحه ۳۴۶