330

کتاب صورت الارض

كتاب صورة الأرض

والفلاحين مفعمة بالخيرات مملوؤة بالبركات فواكههم كالباطل ومأكلهم كالمجان، وكانت داخرقان وتبريز الى اشنه الاذرية وما يحتف بها تعرف ببنى الردينى خطة لهم وأملاكا لم تزل بعز السلطان من الاعتراضات سليمة حتى إذا فسد الزمان وهلك السلطان وتحيف الجيران فهى لمن غلب وكان آل الردينى من العرب فأتى عليهم الدهر ومشى فيهم الزمان بالغلبة والقهر فعفى (6) آثارهم وترك اليسير من أخبارهم، [وأما دوين (20) فمدينة كبيرة كثيرة الخيرات والبساتين والفواكه والزروع وعليها سور من طين وفيها عيون ومياه جارية والغالب على زروعهم الأرز والقطن وقد اختل أحوال أهلها فى زماننا هذا بمجاورتهم للكرج فإنهم نهبوا المدينة وأحرقوها وفى كل وقت يجدون فرصة يشنون عليهم الغارات والآن فقد عمروا فى وسط المدينة المسجد الجامع وسوروه بسور آخر وحوله خندق وفيه عين ماء فى وسط المسجد يلتجئون اليه حين يفجأهم عسكر الكرج وبينها وبين الرس نحو فرسخين،] (12) (8) ومدينة برذعه فهى أم الران (13) وعين تلك الديار لم تزل على قديم الزمان كبيرة وتكون نحو فرسخ طولا فى أقل منه عرضا وكانت من النزهة والخصب وكثرة الزرع والثمار والأشجار والأنهار بحال سنى ومحل سرى هنى، ولم يكن بين العراق وطبرستان بعد الرى واصبهان مدينة أكبر منها ولا أخصب ولا أحسن موضعا ومرافق (17) وأسواقا الى فنادق وخانات ودور وحمامات وأموال وتجارات [فاختل حالها بمجاورة الكرج لها] (18) قد حلها ما حل بغيرها من رغبة السلاطين وتوسط الكتاب المتمردين من استحلال المحظور لأموال أهلها وقصد أربابها بالمصادرات والمطالبات بغرائب العدوان فى الجبايات فواها لها ولأهلها، ولقد بلغنى أنها وقتنا هذا من سوء الحال واختلال الأسباب بما أصارها الى أن جميع من يخبز بها خمسة (23) خبازين ولقد كان بها منهم أكثر من ألف ومائين (21)، وكان منها على

صفحه ۳۳۷