کتاب صورت الارض

ابن حوقل d. 367 AH
154

کتاب صورت الارض

كتاب صورة الأرض

ژانرها

جغرافیا

الاسطوان منها ما بين الخمس عشرة ذراعا الى عشرين ذراعا والحجر فوقه [عشر أذرع] (2) فى عشر أذرع فى سمك عشر أذرع بغرائب الألوان وبدائع الأصباغ،

فلو سئلت عن أهلها لرأيتها

مخبرة من حالهم بالعظائم،

ولها طرقات مفروشة بأنواع الرخام والحجر الملون وفى بيعها عمد لصفاء صقاله وحسن ألوانه يبين كالزمرد الأخضر وكالجزع الأصفر منه والأحمر وجل أبنيتها بالعمد المسمر ومنه شىء على قضبان نحاس قد دبر بأنواع أخلاط لئلا يغيره الزمان وتحت الأسطوانة منه الثلاثة سرطانات نحاس وأربعة والاسطوانة فى الهواء عليها ضروب الصور المعروفة والمجهولة، [وفيها المنارة المشهورة المبنية بالحجارة المركبة المضببة بالرصاص] (10) [45 ظ] وليس بجميع الأرض لمنارتها نظير يدانيها أو يقاربها فى أشكالها ومبانيها وعجائبها ومعانيها تشتمل على آية بينة ويستدل بها على مملكة كانت قاهرة لملك عظيم ذى حال جسيم وسلطان عقيم، وهى المنارة المشهورة فى جمهور الأرض أخبارها التى جميع العامة والخاصة من أهل الدراية مجمعون على أن مؤسسها اخترعها لرصد الفلك وأدرك ما أدركه من علم الهيئة بها وفيها وجميع ما أخبر به من حال الفلك فإنما حصل له ولمن خلفه بانكشاف فضائها وسعة سمائها وقلة أبخرة صحرائها لأن لكل ارض سرابا على مقدارها وليس لها سراب وسمكها كان يزيد على ثلثمائة ذراع فوقعت منه قبة عظيمة كانت رأس المنارة لطول العهد لا كما يدعى المحاليون فى حماقات ورقاعات مصنفة أنها بنيت لمرآة كانت فيها يرى سائر ما يدخل الى بحر الروم من درمون حمال الى شلندى مستعد للقتال ويزعم قوم أن بانيها وبانى الهرمين ملك واحد ويروى آخرون غير ذلك، (19) ومن حد الفسطاط فى غربى النيل أبنية عظام يكثر عددها مفترشة فى سائر الصعيد يدعى الأهرام، وليست كالهرمين اللذين تجاه

صفحه ۱۵۱