النوائب وحملت عليهم المغارم ففزع الى التعليم بلههم وحسنه لديهم جهلهم مع قلة الانتفاع به والجدوى منه فإن فيهم الكثير تمر به السنة فلا يصيب من جميع صبيانه وهم كثير عشرة دنانير فأى منزلة أقبح وصورة أخس وأوتح من رجل باع ما أوجب الله تعالى عليه من الجهاد وشرفه والغزو وعزه بأخس منزلة وأوضع حرفة وأسقط صنيعة على أنها فى أعيان البلاد مع تخريج أولاد السراة وأهل الإمكان عنصر الخذلان ومظان الحرمان وبالإجماع منهم ومن كل إنسان أن المعلم أحمق محكوم عليه بالنقص والجهل والخفة وقلة العقل، ومن أعظم الرزية وأشد البلية وأقطع النازلة أن جميع أهل صقليه لصغر أحلامهم ونقص [37 ب] درايتهم وبعد أفهامهم يعتقدون أن هذه الطائفة أعيانهم ولبابهم وفقهاؤهم ومحصلوهم وأرباب فتاويهم وعدولهم وبهم عندهم يقوم الحلال والحرام وتعقد الأحكام وتنفذ الشهادات وهم الأدباء الخطباء، ولقد رأيت ولدا كان لإسحق ابن الماجلى المعلم القاضى المتقدم ذكره يخطبهم نحو حولين يجزم الأسماء مع الصلة (13) ويجر الأفعال من أول خطبته الى آخرها، وخاطبت أديبا كان من أهلها يسعى ويدعى الدراية (15) بجميع الأحوال وقد نصب هذا الخطيب ما لم يسم فاعله أو رفع منصوبا وأظنه كان مفعولا به فقلت أما سمعت الخطيب وما كان منه وذكرته له وقد ذهب عنى اللفظ فقال كأنه والله يا سيدى كما تقول غير أنا نحن لا نأبه لمثل هذا، (12) ومن كبائر المذكورين من المعلمين بها فى السير والعدالة وهو بالضد للغباء والجهالة وأشدهم تقدما عندهم أبو عبد الله محمد بن عيسى ابن مطر المعلم فى مسجد الزهرى بالسماط وقد سافر يشرق (21) ودخل المشرق وكتب الحديث، وأبو الحسن على بن بانة المعروف بابن ألف سوط وهو اليه فى العدالة ويراه قوم منهم فوقه فى العلم والفقه وظلف النفس وكلاهما غبى عم (24) ناقص رزى المنظر والمخبر، وحدثنى أبو عبد الله محمد بن عيسى
صفحه ۱۲۷