ولكن ماذا يفيد التغني بأمجاد الماضي، والحاضر تختلج فيه الحسرة، والغد تغشاه الظلمة؟!
أي طارق ... لقد شاهدت النسر العربي يبسط جناحيه على الأندلس، فقم وشاهده الآن محطم الجناحين.
أنت القائل في قومك: العدو أمامكم، والبحر وراءكم؛ فاختاروا! وقد اقتحموا الموت، فكان لهم مجد الحياة. أما حفدتهم، حفدة أولئك الأبطال، أفتعلم علام وقع اختيارهم؟ إنهم فضلوا عار الهزيمة من وجه الموت تمسكا بالحياة.
الترف قبلة نفوسهم، والفساد وجهة ميولهم، والشقاق مطمح زعمائهم، والجور شعار ملوكهم!
والأندلس ، تلك الكأس المترعة بالفخار والمجد، لقد اشتفها الفاتحون، ولم يبق من خمرتها غير الثمالة، وما هذه الثمالة إلا غرناطة، وها هي في يد العدو تلتهب شفتاه ظمأ إلى ارتشافها.
إيه يا أبا عبد الله! إن اسمك سيظل في صفحات التاريخ ملطخا بالعار، وملعونا بكل فم؛ فوا خجلة الحفدة من مضيع أمجادهم!
قمت تزاحمني على حبيبتي، وسأصفح عنك في سبيل الوطن، ولكن حذار حذار؛ فابن حامد لا يرق ولا يرحم!
دع لابن حامد من يحب ولا تكن - ألا تذل - على دريد مزاحمي
دون البلوغ إلى دريد حبيبتي
إرعاد آساد وبرق صوارم (يخرج فيدخل علي.)
صفحه نامشخص