دريدة :
أتريد أن أتبعك إلى القصر وخطيبي في ظلمات السجن يقاسي ضروب العذاب؟ لا، إن تحت هذه الثياب قلبا كبيرا يستقبح الخيانة، وفي هذه العروق دما حيا يعرف كيف يحب.
أبو عبد الله :
حذار أن تندمي حين لا ينفع الندم، فمن أشد المصائب يأس بعد أمل.
دريدة :
كل كلمة توجهها إلي تذهب أدراج الرياح، فأنت لا تعرف ما هو الحب، وهل تحسب أن المرأة تحب الرجل في السراء فحسب؟ وأن شفتيها لا تبتسمان له ما لم يملأهما بالطيبات؟ وأن صدرها لا يخفق له إلا إذا وشحه بالحرير؟ وأن أذنها لا تصغي إليه إلا إذا علق فيهما أقراط اللؤلؤ؟ لا، إننا كلما دهمتنا النوائب زاد فينا الحب.
أبو عبد الله :
ولماذا تحبينه هذا الحب؟ أفيقابلك هو بمثله؟ إنه هجرك ساعيا وراء المجد، فهل تعدين ذلك منه حبا؟ أما أنا ففي سبيل الحظوة بحبك لأترك السيف في غمده، وأترك الأعداء يتسلقون أسواري.
دريدة :
ربي لك الحمد، فحبيبي لا يحبني مثل هذا الحب، ولا يسعى إلى إلباسي ثوب عاره. إنه يحبني لأجلي أنا، يحبني ليجعلني سعيدة بسعادته، فخورة بفخره، أما أنت فتحبني لأجل نفسك، لأجل ميولك.
صفحه نامشخص