سقراط: الرجل الذي جرؤ على السؤال
سقراط: الرجل الذي جرؤ على السؤال
ژانرها
وسأله سقراط: «ماذا تقول؟ هل أصب قليلا داعيا أني الله؟» وقال الرجل: «لا.» فأجابه بقوله: «لقد فهمت، ولكني أستطيع ذلك بالتأكيد، ولا بد أن أدعو الآلهة أن تكون الرحلة من هنا إلى هناك رحلة سعيدة، ذلك هو دعائي اللهم آمين.» ورفع الكأس وشرب ما بها.
ولم أستطع أن أحتمل المشهد بعد ذلك، فنهضت وسرت إلى الجانب الآخر من الغرفة، لكي أبكي هناك، وجاء معي فيدو الصبي، أما أبولودورس الذي بكى قليلا طوال النهار فقد أطلق صرخة كادت أن تحطمنا جميعا كل التحطيم، لولا أن سقراط قد أوقفها.
وقال في ثبات: «ما هذا الأمر العجيب الذي تفعلون؟! لقد كان ذلك سببا من الأسباب الكبرى التي حفزتني إلى إبعاد النساء؛ كي لا يقعن في هذا الخطأ، لقد سمعت أن الرجل ينبغي أن يموت في صمت، فالزموا السكون وتمسكوا بالصبر.»
فانتابنا الخجل واستطعنا أن نكف عن ذرف الدموع، ومشى سقراط إلى الخارج برهة طبقا لما أمر به، ثم استلقى على السرير، وبعد برهة أزال الغطاء عن وجهه - وكانوا قد ألقوه فوقه - وقال - وكان ذلك آخر ما قال: «نحن مدينون يا أقريطون لإله الشفاء بديك، فهلا قدمته؟ لا تنس ذلك.»
وضحيت بالديك في اليوم التالي، وسوف يدرك إله الشفاء أي خير قصد من وراء ذلك سقراط، ودفنا جثته، وأظن أن سقراط نفسه لم يكن هناك، وأظن أن الخاتمة كانت خيرا على أية صورة بات سقراط.
صفحه نامشخص