سقراط: الرجل الذي جرؤ على السؤال
سقراط: الرجل الذي جرؤ على السؤال
ژانرها
وظن سقراط أن هذا التعريف أوسع مما ينبغي، كانت الشجاعة دائما فضيلة، وكانت شيئا حسنا، أليس كذلك؟ وإذن فالاحتمال الذي لا ينطوي على معنى ليس من الشجاعة في شيء، أليس كذلك؟
ولم يفكر لاخيس في ذلك من قبل.
وقال: «إنما قصدت الاحتمال «الحكيم» وحده.»
فسأله سقراط: «ولكن ماذا تعني بالاحتمال الحكيم؟» وأورد بعض الأمثلة، قال: «ما الرأي في رجل يحتمل في الحرب ويرغب في القتال، ويقدر تقديرا حكيما، ويعلم أن غيره سيعاونه، وأنه يقاتل ضد رجال أقل عددا ممن يقاتلون إلى جانبه وأشد منهم ضعفا، وأنه أقوى مركزا، هل تقول: إن الرجل الذي يحتمل بهذه الحكمة وهذا الاستعداد أشجع من الرجل الذي يريد أن يقف ثابتا في الجانب الآخر؟»
ولم يشك لاخيس في أن الجندي الذي لم يحسب للمخاطر حسابا أشجع من الآخر. - إذن فالرجل الذي يغطس في بئر ولا يعرف كيف يغطس، أشجع من الغطاس المدرب وإن يكن أشد منه حماقة.
ووافق على ذلك لاخيس مرة أخرى، مع أنه كان يناقض ما ذكره من قبل من ضرورة الحكمة للشجاعة، غير أنه أضحى الآن أكثر اهتماما من ذي قبل، ومن الجلي أن الشجاعة صفة أعظم مما ارتأى من قبل.
وأصر قائلا: «لا زلت أعتقد أني أعرف ما الشجاعة، ولكنها فرت من بين يدي بطريقة ما، ولا أستطيع أن أقبض عليها.»
وجاء دور نسياس في النقاش الآن، وسر لاخيس لكي يرى صديقه في موقف سيئ كما كان هو منذ حين، وزعم سقراط بطبيعة الحال أنه لا يدري من الأمر شيئا.
وأنهى الحديث بقوله: «يحسن بنا أن نلتمس لنا معلما في الحال، فلسنا الآن بالتأكيد خبراء، ولسنا صالحين لإسداء النصح في شئون التربية!»
وقد تحسب أن الحديث لم يؤد إلى غاية، وهكذا كان يبدو عادة، غير أن أصدقاء سقراط سرعان ما تعلموا أن ينتبهوا إلى الأفكار التي ترد أثناء الحديث.
صفحه نامشخص