صندوق دنیا
صندوق الدنيا
ژانرها
فتقول: «لم أطق صبرا.»
بل أجعلها تقول: «رأيتك في نومي ناظرا إلي محدقا في فجذبتني عيناك ولم أزل أسير على ضوئهما حتى جئت إليك.»
فأقسو عليها وأنتصف لنفسي منها وأؤدبها غير أدب الصباح حين تهكمت علي وهنأتني بأن صرت خادما أقول لها: «ارجعي من حيث جئت فما بي حاجة إليك.»
فتجثو على ركبتيها وتتوسل إلي أن أدعها ولو عند قدمي ...
ولم يعجبني أن أتصورها تجثو عند قدمي، فقد كنت رقيق القلب مهذب النفس فغيرت الموقف واعتضت منه آخر، فشرعت أغازلها تلميحا لا تصريحا، وأصف لها جارة دميمة الساقين ضخمة القدمين فتسألني: ماذا تعني؟
فأقول: أعني أن للساق الجميلة سحرها.
فتقول: «ولكن ماذا يعنيك من ساقي هذه الفتاة؟»
فأقول: «إنها تفسد علي اليوم كله حين أراهما، وأخشى جدا أن تفسد لي صحتي.»
فتقول: «إنك مضحك ولست أفهمك.»
فأقول: «تصوري هذه الفتاة التي سلبتها الطبيعة كل مفاتن المرأة كيف يكون ألمها لو أن الشهرة (المودة) كانت تقضي بأن تكون ثياب النساء قصيرة؟ كيف تجرؤ أن تبدي ساقيها لعيون الناس؟!»
صفحه نامشخص