سنن سعيد بن منصور
سنن سعيد بن منصور (2)
پژوهشگر
فريق من الباحثين بإشراف وعناية
ناشر
دار الألوكة للنشر
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م
محل انتشار
الرياض - المملكة العربية السعودية
بها. قال: ممَّن؟ قلتُ: من ثقيفٍ. قال: فأين أنتَ عن عمرِو بنِ أوسً (^١)؟ قال: قلت: قد عرفتُ مكانَه، ولكنْ جئتُ أسألُكَ. قال: عَمَّن؟ قلتُ: عن الصّلاةِ. قال: قال لي: تقرأُ سورةَ المائدةِ؟ قلتُ: نعم. قال: فاقرأْ عليَّ آيةَ الوضوءِ (^٢). قال: فقرأتُها. قال: ما أُراك إلا عرفتَ الوضُوءَ. فقال: اقرأ عليَّ فاتحةَ الكتابِ، فقرأتُها عليه؛ فقال: هذهِ السّبعُ المثاني، والقرآنُ العظيمُ. ثم قال: تدري ما قولُه: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ﴾ (^٣)؟ قال: قلتُ: نَعم؛ إذا زالتْ. قال: فصلِّها حينئذٍ، وإيّاك والإقْعَاءَ والحَبْوَةَ (^٤)! وتَحفَّظْ من السَّهوِ حتَّى تَفرُغَ من المكتوبةِ، وصلّ العصرَ والشمسُ بيضاءُ نقِيَّةٌ قبلَ أن تَدْخُلَها صُفْرةٌ. قال: تَدري ما ﴿غَسَقِ اللَّيْلِ﴾ (^٥)؟ قلتُ: إذا غَرَبَتْ. قال: [فاحْدُرْها] (^٦)
_________
= تضبيب، ولا يوجد شيء في الحاشية، فلعله أراد تصويبها. وهي كما أثبتناها في "تفسير عبد الرزاق".
(^١) هو: عمرو بن أوس بن أبي أوس، الثقفي، الطائفي، تابعي كبير، وهم من ذكره في الصحابة، روى له الجماعة؛ كما في "التقريب".
(^٢) وهي الآية (٦) من سورة المائدة، أولها قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ ...﴾ الآية.
(^٣) الآية (٧٨) من سورة الإسراء.
(^٤) أي: حال الصلاة لا خارجها.
والإقْعَاء: أن يلصق الرجل أَلْيَتيه بالأرض، وينصب ساقيه وفخذيه ويضع يديه على الأرض كما يُقعي الكلب. "النهاية في غريب الحديث" (٤/ ٨٩).
والاحتباء: أن يضمّ الإنسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره، وَيشُدّه عليها، وقد يكون الاحتباء باليدين عوض الثوب، يقال: احْتَبَى يَحْتَبي احْتِباءً، والاسم: الحَبْوَة، ويُضم، والحِبْيَة بالكسر، والحُباء بالكسر والضم.
"النهاية" (١/ ٣٣٥ - ٣٣٦)، و"تاج العروس" (ح ب و).
(^٥) الآية (٧٨) من سورة الإسراء.
(^٦) في الأصل: "فاحذرها". ومعنى "فاحدرها": أي: أسرع بأدائها عقب الغروب. "النهاية" (١/ ٣٥٣ - ٣٥٤).
6 / 47