وكان الإمامُ ابن ماجه من أولئك الذين اعتنوا بجمع مروياتهم وتصنيفها، فألَّف:
١ - كتاب "التفسير": قال أبو يعلى الخليلي: له سنن وتفسير وتاريخ، وكان عارفًا بهذا الشأن (١). وقد ذكره الحافظ ابن كثير وقال: هو تفسير حافل (٢). وذكره الحافظ الذهبي في "الميزان" في ترجمة عتبة بن يقظان، وأورد منه حديثًا، وقال الحافظ شمس الدين الداوودي: كان عارفًا بهذا الشأن (٣). وقد ذكره شيخ الإسلام ابن تيميَّة في جملة التفاسير التي يُذكر فيها تفسير الصحابة والتابعين وتابعيهم صِرفًا (٤).
وهذا الكتاب لم يصل إلينا مِنه شيء، وأغلبُ الظن أنه فُقِدَ في جملة ما فُقِدَ مِن الكتب في كائنةِ تيمورلنك سنة (٨٥٣ هـ) في دمشق، فإنه يُفهم من كلام الذهبي المتوفى سنة (٧٤٨ هـ)، وابن كثير المتوفى سنة (٧٧٤ هـ) أنهما رأياه، ثم لم نجد له بعدَ ذلك ذكرًا في "معجم" الحافظ ابن حجر المتوفى سنة (٨٥٢ هـ)، ولا في المعاجم والفهارس المتأخرة.
٢ - "السُّنن": وهو هذا الكتاب، وسيأتي الكلامُ عليه مُفَصَّلًا في مبحث خاص إن شاء الله تعالى.
_________
(١) "التقييد" لابن نقطة (١٣٧)، و"شروط الأئمة الستة" ص ١٧.
(٢) "البداية والنهاية" ١١/ ٥٦.
(٣) "طبقات المفسرين" ٢/ ٢٧٣ - ٢٧٤.
(٤) "مجموع الفتاوى" ١٣/ ٣٥٥.
مقدمة / 20