============================================================
قيل : وأما الأركن الهندى فإنه لما استقر فى حصنه شاور وزراءه، فأشاروا عليه بالصبر وكف الأذى، وبط العدل والإحسان، وتأمين السبل ال واجارة المستجير، وتاليف المستوحشين، والأخذ بالفضل والعفو . فاتخذ هذه الخلل شرعا يدين به ؛ فأز الت سمعته حسنا والقلوب إليه ميلا والألسنة له شكرا.
الاواتفق أن عاملا للمرزبان على ثغر من تلك الثغور أساء السيرة، فقام إليه الرجل كان أفضل أهل عمالته ونصح له فكره العامل ذلك ، وكتب إلى المرزبان ال يزعع أن رجلا من أهل عمالته يعارض أمره ويؤلب العامة عليه، فكتب اليه المرزيان يامره بحمله إليه مقيدا، فاخذ الرجل فقيده وبعث به إلى المرزبان مع ارجال من الجند ، فتبعهم أحداث من فتيان ذلك الثغر وفاكهم ، فقظوا أولثك الموكلين بذلك، وأطلقوه ، فأتى الرجل إلى العامل فأخبره بما فعل أولثك الأحداث وأنه عجز عن دفعهم ، فأمر به العامل فضربت عنقه وكان ذا منزلة عند أهل بلده فوشوا بالعامل فقظوه وقظوا اكثر رجاله، وضبطوا ثغرهم، الا و انضوى(1) إليهم من كان على مثل رأيهم ، ومن كان فى غير حصن ، وكاتبوا من يليهم فاجابوهم الى مثل ما صنعوا وطردوا عمالهم، فانتقضت الطاعة لكسرى فى مواضع كثيرة من تلك المملكة فى أسرع مدة .
ال اولما انتهى ذلك إلى المرزبان جمع جنده وضبط حضرته على حال ذعد وتوق شديد، وكتب الى كسرى يستمده، وكان أهل حضرته عندما خرج عنهم الا رنيس الزمازمة، وتوجه مع ملكهم إلى حصنه قده امكانه خليفة، وكان مرضيا عندهم ، فلما رأى ما فيه المرزبان من الذعر والتوقى(1) وقصده من خافه بالمحنة والعفو له ، دخل على المرزبان فقال له : إنى أريد أن أسالك عن مر ظننت علمه عنداى .
فقال له المرزبان : قل . فقال : بلغنى أن مما أوصى أزشير بن باباى(4) (1) انضم وانحاز .
(2) التعرز .
(3) ازشير بن بابك : مؤسس سلالة الساسانيين فى فارس النين حكموها ، وهو أول ملوكها، فرض الزر انشية دينا لدولته ، وله العديد من المعارك الحربية القى انتصر فيها .
البداية والنهاية (171/2).
صفحه ۹۷