============================================================
ال بين رجلين قد أمسكا بيديه، فلما راى الخارجى الهادى جنب يديه من الرجلين اللذين كانا يمسكانه واخترط سيف (1) أحدهما ووثب نحو الهادى ، ولما رأى ذلك من كان حول الهادى من أهله وخاصته ؛ فروا جميعا وبقى الهادى وحده، فثبت على حماره بكانه حدى إذا قرب الخارجى منه وكاد يعلوه بالسيف قال الهادى: اضرب عنقه ياغلام، فالتفت الخارجى حين سمع ذلى ووثب الهادى عن سرجه فإذا هو على الخارجى، وسقط الخارجى تحته فقبض الهادى على يده، وانتزع منه السيف فذبحه به، ثم عاد إلى ظهر حماره من فوره، ال وتراجع اليه خاصته وأهله يتسللون وقد ملئوا منه رعبا وحياء، فما خاطبهم فى ذلك بحرف، ولم يكن بعد ذلك يفارقه سيف ولا يركب إلا الخيل .
وقد جلا عليك هذا الخبر ما أيد الله به موسى الهادى من ثبات اللجاش(2) ، ال واصابة الرأى، وشدة الكيد ، وشجاعة القلب ، وقوة البن رحمة الله عليه .
اروضة رائتة ورياضة فالقة قيل : وصف لكسرى أنوشروان أرض من التخوم(2) الهندية تتاخم أقليم بابل فذكرت له بحسن المنظر وطيب الهواء والماء ، وكثرة الإتاوة ، وزكاء الغلات، الاوكثرة العمائر، وحصانة المعاقل . ووصف له أهل لى الأرض بعظم الجسوم(2) وبلادة(5) الفهوم وشجاعة القلوب ، وقوة الأبدان ، والصبر على العمارة ولمزوم الطاعة ولين العقادة ، فشرهت نفس كسرى إلى تلق تلك الأرض والتكثر بأهلها.
لوكان يقال : الشره أعرق الحصائل(1) فى اللؤم ، فالحرص أبوه الذى يولده، ال والبغى ابنه الذى يلده ، والطمع شقيقه والذل رفيقه .
وكان يقال : من شرة وقع فيما كره .
(1) أى استل السيف .
(2) اى ثبات النفس .
(3) التخوم ، مفردها تخم : وهى الحدود .
4)الجسوم ، مفردها الجسم : وهى الأبدان .
5) أى عجز الراى وضعف الهمة .
6) الحصائل، مفردها حصيلة : وهى ما فصل وجمع.
صفحه ۸۱