============================================================
بقيت السى أن تدول لسى دولة لأجعلنك أول داخل على وآخر خارج عنى، وساروض نفسى بأراثك مستعينا بالله، فسد حلس ودعا له بنجح الأمل .
ث م إن بهرام جور شهد والده ليلة من ليالى سروره وقد نضر النور بين يديه، فكان مل الزرابى المخملة(1) ، والتيجان المرصعة(2)، فتنكر بهرام بين يييه أيامه عند النعمان ، وانتجاعه الرياض الأنيقة ، وشربه فيها على الأزاهر المطلولة(2) ، إلى ما كان ينعم به من مباكرة الوحوش فى معانها(2) ومراعيها ، والتفكه بطرادها واصطيادها، فأطرق واستولت عليه الفكرة، وعبس وتتفس الصداء، وأبوه يزدجرد يسارقه النظر، ثم إنه استفاق فنظر إلى أبيه وعلم أنه كان بمرآى منه، فاسقط فى يده ولم تمض إلا ساعة حتى قبض للملق بشره ونكس راسه، فنهض كل من بحضرته من ندمائه وسماره، وكانت تلى عادة ملوك الفرس، إذا عبس الملك منهم أو أطرق لم يبق بحضرته أحد إلا استوى قائما على حال خشية وسكون .
الاوكان ليزدجرد مضحك طريف اللسان، لطيف الفطنة، حسن الاختراع، جيد البديهة حلو النادرة، فحضر نلك المقام وفطن للامر الذى تتكر له الملك، الاوان ذلك لما كان من عبوس ولده والطراقه فى مجلس المسرة ، فحدث ذلك الضحاق نفسه بان يحسن الى بهرام ويصطنع عنده يدا، فتحيل له بحيلة يخصه بها من غضب آبيه، وبينما هو يناجى نفسه بالحيلة فى ذلك رفع الملاى اراسه إلى ذلك المضحك، فنظر إليه كانه يحركه على أن يصطنع شينا فيه سلوة له، فسجد المضحك ثم جثى على ركبتيه وقال : إن العبد يستاذن الملك فى أن يخبره عن نفسه بخبر عجيب ، فنظر اليه بهرام كالانن له .
فقال العضحك : إن العبد كان فى حداثة سنه كلفا بالنساء مفرطا فى الشبق اليين ، إلا أنه كان ملولا لا يلبث على محبة من أحب منهن، وكان كلما استحسن امرأة هام بها، وتهالك فى حبها .
(1) الزرابى ، مفردها الزربى : وهو ما يبسط ويتكا عليه . المخلة : أى اللينة كالقطيفة .
(2) أى التيجان التى نظمت فيها الجواهر .
(3) أى الأوانى التى أصابها الطل وهو الندى .
(4) أى وديانها ومنازلها .
صفحه ۱۱۹