الانسان من رجوه يأتي ذكرها ، حعل له ما يتحفظ به من وقوع الشروما يدفعه ويداويه إذ رقع رهي.
(إما من نفسه)) : ويدفع ذلك بسلوك الطريق المحمودة وضبط النفس واستعمال العقل في كل الأمور .
(وإما من أهل المدينة) : ويدفع ذلك باستعمال الشرائع والسنن الموضوعة لهم وإصلاح الكافة .
{وإما من أهل مديتة أخرى ) : ويدفع ذلك بالأسوار والختادق والحراس، ثم إذا وقع بالمحاربة والقتال .
فقد تبين بما ذكرنا أن الناس مضطرون إلى تدبيرو سياسة وأمر ونهي .
وإن المتولين لذلك ينبغى أن يكونوا أفاضلهم ، فإن من نهي عن شيء أو أمر بشىء فالواجب أن يظهر ذلك في نفسه أولا ثم في غيره . ولأن كثرة الرؤساء تفسد السياسة وتوقع التشتت ، احتاجت المدينة أو المدن الكبيرة أن يكون رئيسها واحدا وأن يكون سائر من ينصب لتمام التأثير والسياسة أعوانا سامعين مطيعين منفذين لما يصدر عن أمره حتى يكونوا كالأعضاء له ليستعملهم كيف شاء ، ريكون كالحاضر لجميع عمله بحضورهم وإنفاذهم أمره ونهيه ، وإنما اضطر العالم إلى سائس ومدبر ليدفع عنهم الأذى الواقع على بعضهم من بعض كما قدمنا حتى يقصد كل أحد منهم للصناعة التي ينتحلها لمصلحة نفسه ومصلحة غيره ممن يحتاج إليهم ولا يعوقه عنها عائق فيتم بذلك تعاضدهم وتعاونهم على مصالح عيشتهم واستقامة أمورهم . ولنبتدىء الآن بذكر أركان المملكة ثم نتبع ذلك بما يجب على الملك الفاضل ما يضطر إلى استعماله واتخاذه من الأتباع والأعوان لقيام المملكة ، وحراستها و درامها ونذكر صفاته وصفات كل من أعوانه على التفصيل وما يجب على كل منهم وله ، والله الموفق للصواب .
( أركان المملكة الأربعة)
{الملك - الرعية - العدل - التدبير)
{فالملك) مضطر إلى ستة آلات :
صفحه ۹۴