(رقال آخرون} : بتفضيل أخلاق التطبع على أخلاق الطبع ، لأنها قاهرة لأضدادها
(وذهب قوم) إلى تفضيل أخلاق الطبع الغريزي على أخلاق التطبع ، لقوة الغريري ، وضعف المكتسب (1) .
( أما الدماغ ) فهر مسكن الروح النفسانى ، وفيه ثلاثة خزائن :
(الخخزانة الأولى) : في مقدمه يشارك بها الحيوان وفيها قوة الحس : البصر والسمع والشم و النوق ) .
وجوهر هذه الروح الساكن بتجريف هذه الخزانة مائل إلى الرطوبة حال الإعتدال، فإن مال إلى اليبس ، أبطأ إحساس صاحبه .
( الخخزانة الثانية) : هي في وسطه ، ينفرد بها الإنسان وفيها قوة العقل : (الفكر والتمييز والفهم و الروية) .
وجوهر هذه الروح معتدل المزاج ، فإن خرج عن الإعتدال ، كان صاحبه ردئ التمييز .
{ الخزانة الثالثة) : هى في مؤخره يشارك بها الإنسان و الحيوان وفيها قوى: ( الحركة و الحفظ والذكر) .
وجوهر هذه الروح مائل إلى اليبس ، فإن مال إلى الرطوبة كان صاحبه بطىء الذكر و الحفظ.
فمن حكمة الله تعالى أنه جعل قبول الصور في الروح التي في مقدمه ، وجعل حفظ هذه الصور في الروح التي في التجويف المؤخر منه ، وجعل الفكر و التمييز في الروح التي في التجويف الأوسط ، وجعل الأول مائلا إلى الرطوبة ، رالأوسط معتدلا ، والمؤخر مائلا إلى اليبوسة : ليقبل المقدم من الحواس صور الأشياء بسهولة ، ويحفظ المؤخر ما يرد عليه فلا يغيب عنه ، ويكيز الأرسط بين الأشياء باعتداله .
فقد بان بما ذكرنا ، علة اختلاف الناس في أخلاقهم وأفعالهم وحصل لك الفرق بين هذه الكسور :
صفحه ۶۰