رفتار در طبقات علما و پادشاهان
السلوك في طبقات العلماء والملوك
پژوهشگر
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
شماره نسخه
الثانية
وَخرج إِلَى مصر فِي آخر عمره فَتوفي بهَا لسبع خلون من رَجَب سنة أَرْبَعِينَ وثلثمئة وَدفن على قرب من تربة الشَّافِعِي
وَأما شَيْخه ابْن سُرَيج فَهُوَ أشهر أَئِمَّة الشَّافِعِيَّة ميلاده سنة ثَمَان وَقيل سبع وَأَرْبَعين ومئتين قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق فِي حَقه كَانَ من عُظَمَاء الشافعيين وأئمة الْمُسلمين حَتَّى كَانَ يُقَال لَهُ الباز الْأَشْهب ولي الْقَضَاء بشيراز وَهُوَ أول من وليه من أَصْحَاب الشَّافِعِي حَتَّى كَانُوا يعاتبونه وَيَقُولُونَ لَهُ لم يكن هَذَا يعرف فِي أَصْحَاب الشَّافِعِي إِنَّمَا كَانَ الْقَضَاء فِي غَيرهم وَكَانَ يفضل على أكَابِر الْأَصْحَاب حَتَّى على الْمُزنِيّ وَكَانَ لَا يزَال حَامِلا لمختصر الْمُزنِيّ فِي كمه وَفِيه يَقُول ... صديق فُؤَادِي مُنْذُ عشْرين حجَّة ... وصيقل ذهني والمفرج عَن همي
عَزِيز على مثلي إِعَارَة مثله ... لما فِيهِ من علم لطيف وَمن فهم
جموع لأصناف الْعُلُوم بأسرها ... حقيق على أَن لَا يُفَارِقهُ كمي ... واشتملت فهرست مصنفاته تزيد على أربعمئة مُصَنف وَقَامَ بنصرة مَذْهَب الشَّافِعِي قيَاما مرضيا ورد على مخالفيه وناظرهم وَبَالغ فِي ذَلِك وَفرع على كتب مُحَمَّد بن الْحسن وَكَانَ مُعظم مناظرته لأبي بكر بن دَاوُد الظَّاهِرِيّ حُكيَ أَنه قَالَ لَهُ يَوْمًا وهما فِي المناظرة أبلعني ريقي فَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس أبلعتك دجلة وَقَالَ لَهُ يَوْمًا أُكَلِّمك من الرجل فتجيبني من الرَّأْس فَقَالَ لَهُ هَكَذَا الْبَقر إِذا حفيت أظلافها دهنت قُرُونهَا
وَقَالَ لَهُ يَوْمًا أمهلني سَاعَة فَقَالَ أمهلتك إِلَى يَوْم السَّاعَة
وَكَانَ الشَّيْخ أَبُو حَامِد الْمُقدم ذكره يَقُول نَحن نجري مَعَ أبي الْعَبَّاس فِي ظواهر الْفِقْه دون دقائقه وَعَن ابْن سُرَيج أَخذ فُقَهَاء الْإِسْلَام وانتشر مَذْهَب الشَّافِعِي
1 / 225