فقلت: دعوني أتزود من فرسي بمشوار، فأنا إلى اليوم (1) ما أجد لها غاية، فركضتها إلى رابية بعيدة منا قدر فرسخ، (فمرت تحتي مثل الريح العاصف إلى أن أشرفت على الرابية، فإذا جارية) (2) تحطب تحت الرابية، فقلت: يا جارية، لمن (3) أنت؟ ومن أهلك؟ قالت: أنا لرجل علوي في هذا الوادي، ومضت من عندي، فرفعت مئزري على رمحي، فأقبلت إلي الخيل (4)، فقلت [لهم] (5): أبشروا بالخير، الناس منكم قريب (6) في هذا الوادي.
فمضينا فإذا خيمة (7) في وسط الوادي (8)، فطلع إلينا منها رجل صبيح الوجه أحسن من يكون من الرجال، ذؤابتاه (9) إلى سرته، وهو يضحك ويحيينا (10) بالتحية.
فقلت [له] (11): يا وجه العرب العطش، فنادى: يا جارية هاتي من عندك ماء (12)، فجاءت الجارية ومعها قدحان فيهما ماء، فتناول منهما قدحا ووضع يده
صفحه ۵۹