============================================================
الايجاب والسلب فشرطه أن لا يختلفا إلا بالايجاب والسلب ولا بد أن تكون إحدى القضيتين صادقة والأخرى كاذبة، قولنا: (تناقض) مبتدأ وسوغه بالنكرة التفصيل، وقولنا: (فإن تكن شخصية) الخ. هذه قاعدة تعين في كيفية التناقض على ما اشتهر تقريره وصعب تحصيله وهي أن القضية إما آن تكون عارية عن السور فهذه إن كانت سالبة كان نقيضها موجبة، كزيد قائم وليس زيد قائم، أو الإنسان حيوان والإنسان ليس بحيوان، وهذا معنى قولنا: (فنقيضها بالكيف) البيت، أي فإن كانت القضية شخصية أو مهملة فتناقضها بحسب الكيف وهو الايجاب والسلب بأن تبدله فإن كان إيجابا فتناقضها بحسب إن تبدله سلبا وبالعكس وإما أن تكون مسورة فتناقضها بضد سورها بأن تعوض عن سورها سورا يناقضها وإليه الإشارة بقولنا: (وإن تكن محصورة) البيت، أي: وإن كانت القضية محصورة بأن تقدمها سور فتناقضها بذكر نقيض سورها.
وأقسام السور أربعة كما تقدم، فالمسورات أربع: موجبة كلية: ككل إنسان حيوان فنقيضها.
سالبة جزئية: كليس بعض الإنسان بحيوان.
وسالبة كلية: كليس شيء من الإنسان بحجر فتقيضها.
موجبة جزئية: نحو بعض الانسان حجر.
وفي البيتين شرطية وجوابها نقيضها فحذفت الفاء من جوابها للضرورة، كقول حسان(1) رضي الله عنه-.
(1) هو حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام الأنصاري الخزرجي النجاري المدني شاعر رسول الله المنافح عنه في المؤيد في شعره بروح القدس ويكنى آيضا آبو الحسام لتمزيقه أعراض الكفار قال العلماء: كان المشركون يهجون الإسلام والمسلمين فانتدب لهجومهم حسان بن ثابت وكعب بن مالك توفي رضي الله عنه سنة )هه في آيام معاوية. انظر الرياض المستطابة في جملة من روى في الصحيحين من الصحابة للإمام يحيى بن آبي بكر العامري اليمني ص 1ه مكتبة المعارف بيروت.
صفحه ۸۳