============================================================
فدلالة التضمن: سميت بذلك لتضمن المعنى الجزء المدلول أو على لازم معناه الذهني، لزم مع ذلك في الخارج أم لا.
فدلالة الالتزام: لاستلزام المعنى للمدلول.
فالأول: كدلالة الإنسان للحيوان الناطق، إذ هو موضوع لذلك المعنى.
والثاني: كدلالة الإنسان على الحيوان:.
والثالث: كدلالة الإنسان على قابل العلم، وهذا لازم ذهنا وخارجا ولا يشترط فيه اللزوم الخارجي لحصول الفهم بدونه كدلالة العمى على البصر، وهذا لازم له في الذهن أي ما ذكر معه فهو مناف له في الخارج ودلالة المطابقة نقلية إتفاقا وفي الآخر بين أقوال ثالثها الالتزامية عقلية، والتضمنية والالتزام يستلزمان المطابقة دون العكس خلافا للأمام(1) قولنا: (دلالة اللفظ) البيت، أي دلالة اللفظ على المعنى الذي وافقه لكونه موضوعا له، تدعى دلالة المطابقة في اصطلاحهم. وقولنا: (وجزئه تضمنا) مجرور ومعطوف على ما وافقه أي دلالة اللفظ على جزء المعنى الموضوع له، تسمى تضمنا، وقولنا: (وما لزم) معطوف أيضا ودلالة اللفظ على ما لزم، معناه تسمى التزاما، وقولنا: (أن يعقل التزم) أي: يشترط في الدلالة الالتزامية أن يكون اللزوم ذهنا سواء لزم مع ذلك في الخارج (كالأربعة للزوجية)، أو عقلية خاصة كما في الضدين، أما إذا كان اللزوم خارجيا فقط كالسواد للغراب فليس بدلالة الالتزام وترتيب هذه الدلالات في القوة بحسب ترتيبها في البداءة فالأولى أقواها وهلم جرا.
(1) خلافا للامام: هو الإمام فخر الدين الرازي
صفحه ۵۱