============================================================
فالأول: يسمى تصورا: وهو حصول صورة الشيء في الذهن كادراكنا معنى العالم أو الحدوث.
والثاني: يسمى تصديقا، وفيه خلاف. فمذهب الإمام(1)، أن التصديق إدراك الماهية مع الحكم عليها بالنفي أو الإثبات، ومذهب الحكماء(2)، أنه مجرد إدراك النسبة خاصة، والتصورات الثلاثة عندهم شروط، هذا معنى قولهم: التصديق بسيط على مذهب الحكماء، ومركب على مذهب الإمام، فمذهب الحكماء، أن التصديق من قولك: العالم حادث، مجرد إدراك نسبة الحدوث إلى العالم، ومذهب الإمام: أنه مجموع من إدراك وقوع النسبة وتصور العالم والحدوث والنسبة ثم التصديق جازم وغير جازم. فالأول إن لم يقبل التغير فعلم كالحكم بأن (الجبل حجر)، (والإنسان متحرك)، وإن قبل فاعتقاد اما صحيح إن طابق، كتوحيد المقلدين من المسلمين، وإما فاسد إن لم يطابق كاعتقاد المعتزلة منع الرؤية، والفلاسفة قدم العالم، وغير الجازم ما قارنه احتمال إما ظن أن ترجح على مقابلة أو وهم وهو مقابلة أو شك أن تساويا.
تنييه: قال إمام الحرمين(4): (لا يعرف العلم بالحقيقة لتعذره بل (1) مذهب الإمام هو: إذا كان في الفقه فهو أبو زيد القيرواني صاحب الرسالة وإذا كان في المنطق أو علم الكلام فهو فخر الدين الرازي انظر دليل المصطلحات الفقهية. طبع الايسيسكو (2) مذهب الحكماء: هم القطب الشيرازي والقطب الرازي والسعد التفتازاني والشريف الجرجاني وجلال الدين الدواني وخواجه زاده ومصطفى الشهير بالقسطلاني، انظر أبجد العلوم ص 927، أما علماء الحكمة غالبا في المنطق هم: محمود بن أبي بكر الأرمري سيراج الدين صاحب كتاب مطالع الأنوار وبيان الحق انظر أبجد العلوم ص 927 وقد يكون علماء الحكمة في القديم هم : أريسطو وأستاذه أفلاطون ومن يليهم من المسلمين كالفارابي وابن سينا والفخر الرازي ونصر الطوسي انظر أبجد العلوم 1217 .
) امام الحرمين هر: عبدالملك بن ابي محمد عبدالله بن يوسف بن عبدالله بن يوسف بن محمد بن حيويه الجويني الأصولي الأديب الفقيه الشافعي ويعرف بإمام الحرمين وجاور مكة والمدينة ولد سنة 419 من مؤلفاته النهاية في الفقه والشامل في أصول الدين والبرهان في أصول الفقه والورقات وغياث الأمم ومغيث الخلق والرسالة النظامية وغيرها مات سنة 478 انظر الفتح المبين في طبقات الأصوليين لعبدالله المراغي ص 273 ج الاول مطبعة المشهد الحسيني القاهرة وأصول الفقه تاريخ ورجاله ص180 لشعبان محمد إسماعيل الطبعة الأولى مطبعة المريخ الرياض.
صفحه ۴۶