============================================================
هذا الفصل موضوع لذكر الخلاف المذكور في جواز الاشتغال بعلم المنطق ليكون المبتديء على بصيرة من مقصوده. وقد اختلف فيه على ثلاثة أقوال كما ذكر: فمنعه النووي وابن الصلاح، واستحبه الغزالي(1) ومن تبعه قائلا: لامن لا يعرفه لا يوثق بعلمه"، والمختار الصحيح جوازه لذكي القريحة صحيح الذهن سليم الطبع ممارس الكتاب والسنة لثلا يؤول إلى اتباع بعض الطرق الوهمية فيفسد المقدمات والأقيسة النظرية فتزل قدمه في بعض الدركات السفلية، ومنه ضلت المعتزلة(2) والقدرية(2) وغيرهم من الطوائف البدعية فخاضوا في ذلك حتى بدلوا وغيروا في السنة الشرعية والملة المحمدية فباعوا بضلالة جلية وجهالة غبية، اللهم وفقنا لاتباع النبيين وتوفنا مسلمين لا مبدلين ولا مغيرين يا رب العالمين: (1) الغزالي : هو محمد بن محمد بن أحمد الغزالي الملقب بحجة الإسلام وزين الدين الطوسي وكنيته أبر حامد الفقيه الشافعي الأصولي المتصوف الشاعر الأديب، جامع أشتات العلوم في المنقول والمعقول ولد رحمه الله بطوس سنة خمسين وأربعمائة، من أشهر مصنفاته: الأجوبة الغزالية في المسائل الأخروية، إحياء علوم الدين، والأدب في الدين والأربعين في أصول الدين، وبداية الهداية، وقد أحصى العلماء كتبه فأوصلوها الى الماشتين والمطبوع منها تحو الخمين توفي رحمه الله بطوس سنة خمس وخمسمائة اتظر الفتح المبين في طبقات الأصوليين ص1 لعبدالله المراغي مطبعة المشهد الحسيني القاهرة وانظر آصول الفقه تاريخه ورجاله ص ا19 د: شعبان محمد إسماعيل الطلعة الأولى دار المريخ الرياض.
(2) الاعتزال تيار نشأ ردة فعل على العقيدة الجبرية والإرجائية التي غذاها الأمويون لأسباب سياسية بقصد تبرير أعمالهم والاعتزال كان ينضوي تحت راية تيار فكري والحسن البصري أبرز رواده وآثمته عرف بتيار العدل والتوحيد. انظر العقائد والأديان جمع واعداد عبدالقادر صالح ص260 مطبعة دار المعرفة بيروت لبنان.
(3) يطلق مصطلح القدرية على الذين قالوا بحرية الإرادة وبأن الإنسان مسؤول عما يفعل وله القدرة على أعماله دون أن يكون الباعث عليها هو إرادة الله ومنهم المعتزلة. انظر العقائد والأديان لعبدالقادر صالح ص226.
صفحه ۴۳