============================================================
وجاعت بحمد الله جملة كافية ولمقاصد من فنها حاوية راودني بعض الإخوان من الطلبة أكرمهم الله المرة بعد المرة على أن أضع عليها شرحا مفيدا يبث ما انطوت عليه من المعاني ويشيد ما تقاصر فيها من المباني فأجبتهم لذلك طالبا من الله تعالى حسن التوفيق إلى مهائع التحقيق وإن كنت لست أهلا لذلك، ولكني حملني عليه تفاؤلي ولم أضعه لمن هو أعلى مني، بل لأمثالي من المبتدئين والله الله يا أخي في الاعتذار وترك الاعتراض فالمؤمن يلتمس العذر لأخيه المؤمن والله الله في الدعاء لي ولوالدي بالمغفرة والرحمة.
الحمد لله الذي قد أخرجا نتائج الفكر لأرباب الحجا قال المحققون: (الحمد) هو الثناء بالكلام على المحمود بجميل صفاته مطلقا سواء كانت من باب الإحسان أو الكمال، والشكر هو الثناء بالكلام وغيره على المنعم بسبب إنعامه على الشاكر فتبين من هذا آن بينهما عموما وخصوصا من وجه يجتمعان في صورة ويفرد كل قسم بصورة، فالحمد أعم سببا وأخص محلا، والشكر بالعكس، وإنما عبرنا بالكلام دون اللسان كما فعل بعض ليشمل الحمد المحامد الأربعة، وفي كون أل في الحمد جنسية أو عهدية اضطراب والأصح آنها جنسية، واختار بعضهم العهدية محتجأ بما يخرجنا بسطة عن الغرض من الإيجاز والاختصار، ولما كان اسم الجلالة أعظم الأسماء لكونه جامعا للذات والصفات اقترن به الحمد دون غيره من الأسماء وإنما افتتحنا هذا الرجز بالحمد اقتداء بالقرآن العظيم وبالنبي ي، إذ كان يفعله في خطبه، ولما روى عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: "كل آمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أبتره(1)، وبعضهم يكتفي بالبسملة عن وهل أرفن الطرف في رونق الض بهجل من الصلاء وهر خصيب انظر أساس البلاغة للزمخشرى ص 255 مادة رنق - دار الفكر للطباعة والشر والتوزيع (1) الحديث في ضعيف الجامع الصغير وزيادته تأليف ناصر الدين الألباني، تحت رقم 42164 ص 613 وفي رواية: "فهو أقطع، نشر المكتب الإسلامي بيروت دمشق.
صفحه ۳۱