سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر
سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر
وملت إلى ماء البشام لأجلها ... وأعرضت عن ماء مضاف إلى الورد
وغادرت نخلًا بالمدينة يانعًا ... وملت إلى السرحات من عارضي نجد
وحاربت أقوامي وصادقت قومها ... وبالغت في صدق الوداد لهم جهدي
فلا إثم في حبي لها ولقومها ... وإن يك أن الله يغفر للعبد
ولا سيما أن جيته متوسلًا ... بمرسله خير النبيين ذي المجد
أبي القاسم المبعوث من آل هاشم ... نبيًا لارشاد الخلائق بالرشد
دنى فتدلى من ملكي مهيمن ... كما القاب أو أدنى من الواحد الفرد
ألا يا رسول الله يا أشرف الورى ... ويا بحر فضل سيبه دائم المد
لأنت الذي فقت النبيين زلفة ... من الله رب العرش مستوجب الحمد
يناجيك عبد من عبيدك نازح ... عن الدار والأوطان بالأهل والولد
ويسأل قربًا من حماك فجد له ... بقرب فقرب الدار خير من البعد
ليلثم أعتابًا لمسجدك الذي ... به الروضة الفيحاء من جنة الخلد
فإن له سبعًا وعشرين حجة ... غريب بأرض الهند يصبو إلى هند
إذا الليل واراني أهيم صبابة ... إلى طيبة الفرا طيبة الندّ
وأسبل من عيني دمعًا كأنه ... عقيق غدا وادي العقيق له خدي
سميراه في ليل غرام وزفرة ... تقطع أفلاذ الحشاشة كالرعد
عليك سلام الله ما ذر شارق ... وما لاح في الخضراء من كوكب يهدي
كذا الآل أصحاب الكرامة حيدر ... وبضعتك الزهراء زاكية الجد
وسبطاك من حاز الفضائل كلها ... وسجادهم والباقر الصادق الوعد
وكاظمهم ثم الرضى وجوادهم ... كذاك عليّ ذو المناقب والزهد
كذا العسكري الطهر ذو الفضل والتقى ... وقائمهم غوث الورى الحجة المهدي
وقوله مادحًا الوالد
هواي لربات الخدور العوائق ... وخيل جياد صافنات سوابق
وقوم ظهور العاديات حصونهم ... ومصباحهم لمع السيوف البوارق
غطاريف كم بل النجيع ثيابهم ... كماة غداة الروع حاموا الحقائق
أسود إذا ما زارهم ذو تهور ... تولى بقلب بين جنبيه خافق
بصم القنا تذري جسوم عداتها ... وتشفي ثراها من دماء المفارق
إذا أدلجت نحو العدو خيولهم ... تبات ليوث الغاب شبه الخرانق
منازلهم ما بين نجد ويثرب ... جنوبًا وشامًا في رؤس الشواهق
غيوث إذا حل النزيل بأرضهم ... وإن أمها الباغي فهم كالصواعق
كرام يجازون الجميل بمثله ... ويرعون ودًا للحميم المصادق
منيعون إن لاذ المخاف بظلهم ... كسوه بسربال من الأمن فائق
وودتهم إذا شبهوا بفعالهم ... فعال كريم طاهر الأصل صادق
أخو الجود جم الفضل أحمد من سما ... علي الناس محمودًا حميد الخلائق
تناهت إليه المكرمات فلا فتى ... يجاريه في ريعانها والسمالق
تراه إذا ما جئته متيقظًا ... لاسعاد مخلوق وطاعة خالق
فحمدًا لربي إذ حباني بوده ... وصيرني من حزبه والأصادق
حداني على نظم القريض صفاته ... وشكر أياديه الغوال العوابق
أحب نظام الدين كونك سالمًا ... وأعداك غرقي في بحار البوائق
وهذا دعاء من صديق مصدق ... بحبل متين من ولائك واثق
وودك يا ذا القرم والله شاهد ... بقلب سليم من نفاق المنافق
وكل وداد كان لله خالصًا ... أتي بشهود مدعيه صوادق
1 / 152