154

فسألته سوسن حماد: أتظن أن أيام الوفد معدودة كما يشيع خصومه؟ - أيامه رهن بمشيئة الإنجليز، وعلى أي حال فلن تطول الحرب إلى الأبد .. ثم يجيء وقت الحساب!

فقالت سوسن في جد ظاهر: المسئول الأول عن المأساة هم الذين ظاهروا الفاشيست لطعن الإنجليز من الخلف ..

وكانت خديجة ترمق سوسن بنظرة ساخرة منتقدة، متعجبة من «استرجالها» في الحديث، فما تمالكت أن قالت: المفروض أننا في فرح، تكلموا في أمور مناسبة!

ولاذت سوسن بالصمت دون اصطدام، على حين تبادل أحمد وكمال نظرة باسمة، أما إبراهيم شوكت فقال ضاحكا: عذرهم أن أفراحنا لم تعد أفراحا! الله يرحم السيد أحمد ويسكنه فسيح جناته ..

فقال ياسين متحسرا: تزوجت ثلاث مرات ولكنني لم أزف مرة واحدة!

فقالت زنوبة بانتقاد مر: أتذكر نفسك وتنسى ابنتك؟

فقال ياسين ضاحكا: نزف في الرابعة إن شاء الله ..

فقالت زنوبة في تهكم: أجلها حتى تزف رضوان!

فغضب رضوان دون أن ينبس. لعنة الله عليكم جميعا وعلى الزواج أيضا، ألا تدركون أنني لن أتزوج أبدا! وأنني أود لو أقتل من يفاتحني بهذه السيرة اللعينة. وعقب صمت قصير. قال ياسين: ليتني أبقى في بوفيه السيدات حتى لا أقف بين أصحاب اللحى الذين يخيفونني!

فأدركته زنوبة قائلة: لو عرفوا سيرتك لرجموك!

صفحه نامشخص