الجواب على هذه الأدلة
يمكن الجواب على الأدلة السابقة بالآتي:
الجواب على الدليل الأول أنه خاص بالنساء والمؤمنات المهاجرات فالله قد استثناهن لضعفهن فإذا كان القرآن الكريم قد استثناهن من شروط صلح الحديبية فمن باب أولى أن يستثنين في وقوع اسم الهجرة الشرعية على المرأة المؤمنة التي تترك وطنها وتهاجر إلى المدينة.
أما الجواب على الدليل الثاني: فمهاجرة الحبشة لهم هجرة المدينة رغم تأخرهم إلى خيبر لأن بقاءهم في الحبشة كان بإذن النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الأرجح وقيل منعتهم الحرب القائمة بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكفار قريش.
فكانت المنافذ كمنفذ جدة وغيره من المنافذ الساحلية تحت سيطرة قريش وحلفائها.
فهم معذورون كسائر المعذورين أو المتخلفين لسبب من الأسباب، مثلما جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عثمان بن عفان وغيره من أهل بدر لإذن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهم بالبقاء أو لأعذار أخرى معروفة، فمهاجرة الحبشة كانوا معذورين، إضافة إلى أن في إسناد الحديث أبا بردة بن أبي موسى الأشعري وكان أبو بردة هذا غير مرضي السيرة وإن وثقه بعض المحدثين فقد كان من الشهود لزياد بن أبيه على حجر بن عدي بأنه كفر كفرة صلعاء!! فقد كان من أعوان الظلمة وقد حذر الله عز وجل من الركون إلى الظلمة {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار}، فالركون إلى الظلمة من أبلغ الجرح؛ ولأن والده أبا موسى وقومه الأشعريين قد شكك في هجرتهم إلى الحبشة أكثر المؤرخين؛ لأنهم لم يهاجروا ابتداء وإنما دفعت الريح سفينتهم لناحية الحبشة وافقوا أصحاب جعفر فقدموا معهم، فقد يكون أبوبردة هذا قد لبس الأمر وجعلأباه وقومه بمنزلة جعفر وأصحابه للرفع من مكانة قومه الأشعريين.
صفحه ۱۸۱