التصوف - المنشأ والمصادر
التصوف - المنشأ والمصادر
ناشر
إدارة ترجمان السنة
ویراست
الأولى
سال انتشار
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
محل انتشار
لاهور - باكستان
مناطق
پاکستان
تركتني بين الغواني صريعا ... فلهذا أدعى صريع الغواني) (١).
فعن هؤلاء قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
(فكل الرسل دعوا إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وإلى طاعتهم والإيمان بالرسل هو الأصل الثاني من أصلي الإسلام، فمن لم يؤمن بأن هذا رسول الله إلى جميع العالمين وأنه يجب على جميع الخلق متابعته، وأن الحلال ما أحله، والحرام ما حرمه، والدين ما شرعه فهو كافر مثل هؤلاء المنافقين، ونحوهم من يجوز الخروج عن دينه وشريعته وطاعته، إما عموما أو خصوصا ... ويعتقدون مع هذا أنهم من أولياء الله، وأن الخروج عن الشريعة المحمدية سائغ لهم، وكل هذا ضلال وباطل، وإن كان لأصحابه زهد وعبادة) (٢).
وقال الحافظ ابن حزم الظاهري:
(ادّعت طائفة من الصوفية أن في أولياء الله تعالى من هو أفضل من جميع الأنبياء والرسل، وقالوا:
من بلغ الغاية القصوى من الولاية سقطت عنه الشرائع كلها من الصلاة والصيام والزكاة وغير ذلك، وحلت له المحرمات كلها من الزنا والخمر وغير ذلك، واستباحوا بهذا نساء غيرهم، وقالوا بأننا نرى الله ونكلمه، وكلما قذف في نفوسنا فهو حق.
ورأيت لرجل منهم يعرف بان شمعون كلاما نصه أن لله تعالى مائة اسم، وأن الموفي مائة هو ستة وثلاثون حرفا ليس منها في حروف الهجاء شيء إلا واحد فقط، وبذلك الواحد يصل أهل المقامات إلى الحق. وقال أيضا: أخبرني بعض من رسم لمجالسة الحق أنه مدّ رجله يوما فنودي: ما هكذا مجالس الملوك، فلم يمدّ رجله بعدها. يعني أنه كان مديما لمجالسة الله تعالى) (٣).
ولذلك قال ابوعلي وفا:
(وبعد الفنا بالله كن كيف ما تشا ... فعلمك لا جهل وفعلك لا وزر) (٤).
ونقل الدكتور عبد الحليم محمود قاعدة عامة للصوفية بقوله:
(١) أيضا ص ٣٠٥.
(٢) مجموعة الرسائل والمسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية ص ٤٤، ٤٥.
(٣) الفصل في الملل والأهواء والنحل للحافظ ابن حزم ج٤ ص ٢٢٦.
(٤) كتاب سيدي أحمد الدردير للدكتور عبد الحليم محمود ص ٩٥. ط دار الكتب الحديثة القاهرة.
1 / 266