التصوف - المنشأ والمصادر
التصوف - المنشأ والمصادر
ناشر
إدارة ترجمان السنة
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
محل انتشار
لاهور - باكستان
ژانرها
(أنا من نور الله، نطقت على لسان عيسى بن مريم في المهد، فآدم وشيث ونوح وسام وإبراهيم وإسماعيل وموسى ويوشع وعيسى وشمعون ومحمد كلنا واحد، من رآنا فقد رآهم ... أنا أحيي وأميت وأخلق وأرزق، وأبرئ الأكمه والأبرص، وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم بإذن ربي، وكذلك الأئمة المحقون من ولدي لأنا كلنا شيء واحد) (١).
وذكروا عن راشد الدين بن سنان السوري الداعي الإسماعيلي أنه قال:
(ظهرت بدرو نوح فغرقت الخلائق ... وظهرت في دور إبراهيم على ثلاث مقالات ... خرقت السفينة، وقتلت الغلام، وأقمت الجدار، .. ثم ظهرت بالسيد المسيح، فمسحت بيدي الكريمة عن أولادي الذنوب، وكنت بالظاهر شمعون - إلى آخر الهفوات والخرافات) (٢).
فهذه الروايات تدل صراحة على إعتقاد القوم بالحلول والتناسخ، وأن أئمتهم خلقوا من نور الله الذي لم يتغير ولم يتبدل، ولكن هذا النور كان يحل في أجسام مختلفة في أزمنة مختلفة، وكان يلبس ألبسة متنوعة متفرقة، فبذلك الجسد واللباس كان يسمّى بتلك الأسماء، فتارة بآدم، وتارة بنوح، وتارة بإبراهيم، وتارة بموسى، وتارة بعيسى، وتارة بمحمد، مع أن هذا النور كان بجوهره واحدا.
فهذا عين ما قالته الصوفية حيث سمّوا ذلك النور الأزلي، والجوهر الأصلي الحقيقة المحمدية والصورة المحمدية، فهذه الحقيقة هي التي كانت تتجلى في أجسام مختلفة، وتنادي بذلك الاسم، فاختلف أسماؤها حسب الزمان والأجساد، مع أنها كانت واحدة، كما يقول الجيلي:
(أعلم حفظك الله أن الإنسان الكامل هو القطب الذي تدور عليه أفلاك الوجود من أوله إلى آخره، وهو واحد منذ كان الوجود إلى أبد الآبدين، ثم له تنوع في ملابس ويظهر في كنائس، فيسمى به باعتبار لباس، ولا يسمى به باعتبار لباس آخر، فاسمه الأصلي الذي هو له محمد، وكنيته أبو القاسم، ووصفه عبد الله، ولقبه شمس الدين، ثم له باعتبار ملابس أخرى أسام، وله في كل زمان اسم ما يليق بلباسه في
(١) كتاب بيت الدعوة الإسلامية نسخة خطية ص ١٠ نقلا عن تاريخ الدعوة الإسماعيلية لمصطفى غالب الإسماعيلي ص ٨١، ٨٢. (٢) أجزاء عن العقائد الإسماعيلية، كتاب الداعي إبراهيم تقديم المستشرق الفرنساوي كويارد ط أمبيرين نيشنل بريس ١٧٨٤ م.
1 / 225