197

التصوف - المنشأ والمصادر

التصوف - المنشأ والمصادر

ناشر

إدارة ترجمان السنة

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

محل انتشار

لاهور - باكستان

ژانرها

لك من دون المؤمنين) في النكاح بدون الهبة. فمن الرسل من لهم خصائص على أمتهم ومنهم من لا يختصه الله بشيء دون أمته. وكذلك الأولياء: فيهم أنبياء، أي خصوا بعلم لا يحصل إلا لنبي، من العلم الإلهي. ويكون حكمهم من الله، فيما أخبرهم به، حكم الملائكة. ولهذا قال (تعالى) في نبي الشرائع: (ما لم تحط به خبرا)، أي ما هو ذوقك، يا موسى! مع كونه كليم الله. فخرق (الخضر) السفينة، وقتل الغلام حكمًا، وأقام الجدار - مكارم خلق - عن حكم أمر الإلهي، (هذا كله) كخسف البلاد على يدي جبريل ومن كان من الملائكة. ولهذا كان الأفراد من البشر بمنزلة المهيمن من الملائكة، وأنبياؤهم منهم بمنزلة الرسل من الأنبياء) (١). هذا ويقول الآخرون مثل ما قاله ابن عربي، فيقول الفرغاني: (أما الولاية فهي التصرف في الخلق بالحق، وليست في الحقيقة إلا باطن النبوة، لأن النبوة ظاهرة الأنباء، وباطنها التصرف في النفوس بإجراء الأحكام عليها. والنبوة مختومة من حيث الأنباء، إذ لا نبيّ بعد محمد ﷺ، دائمة من حيث الولاية والتصرف) (٢). وأما السهروردي المقتول فيقول: (إن اتفق في الوقت متوغل في التأله والبحث فله الرياسة، وإن لم يتفق فالمتوغل في التأله المتوسط في البحث. وإن لم يتفق فالحكيم المتوغل في التأله عديم البحث، وهو خليفة الله. ولا تخلو الأرض من متوغل في التأله أبدا) (٣). فهذه هي عقيدة أخرى منافية للإسلام ومخالفة له، ومعارضة لأسسه وقواعده، مناقضة لشرعته وتعاليمه، متبطنة الكفر أشد الكفر، ومتضمنة الارتداد كل الارتداد، مأخوذة من الشيعة واليهودية. ومعروف أنهم لم يخترعوا هذه العقيدة ولم يختلقوها ليوصلوا المتصوفة إلى مقام النبوة ومكانتها كما وصّل الشيعة إليها أئمتهم، فوصفوهم بجميع أوصاف النبوة، واختصاصاتها، ومن أهمها العصمة.

(١) الجواب المستقيم عما سأل عنه الترمذي الحكيم سؤال رقم ١٨ ص ١٦٧، ١٦٨ من كتاب ختم الأولياء. (٢) المقدّمات للفرغاني مخطوط آيا صوفيا رقم ١٨٩٨ نقلا عن ختم الأولياء للترمذي ص ٤٨٧ ط بيروت. (٣) مجموعة في الحكمة المشرقية للسهر وردي ص ٢٣، ٢٤.

1 / 200