التصوف - المنشأ والمصادر
التصوف - المنشأ والمصادر
ناشر
إدارة ترجمان السنة
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
محل انتشار
لاهور - باكستان
ژانرها
تَفْضِيلُ الوَليّ عَلَى النَّبِيِّ
ولم يقتصر القوم على مثل هذه السخافات والأباطيل، بل زادوا في غلوائهم حيث فضلوا الولاية على النبوة والرسالة، والأولياء على الأنبياء والمرسلين، فقالوا:
(خضنا بحورا وقفت الأنبياء بسواحلها) (١).
و(معاشر الأنبياء، أو تيتم اللقب، وأوتينا ما لم تؤتوه) (٢).
ونقلوا عن البسطامي أنه قال:
(تالله أن لوائي أعظم من لواء محمد ﷺ، لوائي من نور تحته الجان والجن والإنس، كلهم من النبيين) (٣).
وهذا ما صرّح به بعضهم:
(مقام النبوة في برزخ ... فويق الرسول ودون الوليّ) (٤).
لأن (الولاية: هي الفلك الأقصى، من سبح فيه اطلع، ومن اطلع علم، ومن علم تحول في صورة ما علم. فذلك الوليّ المجهول الذي لا يعرف، والنكرة التي لا تتعرّف، لا يتقيد بصورة، ولا تعرف له سريرة، يلبس لكل حالة لبوسها، أما نعيمها وإمّا بؤسها.
يومًا يمان إذا لاقيت ذا يمن ... وإن لاقيت معديا فعدنان
إمعة، لما في فلكه من السعة) (٥).
و(إن الولاية هي المحيطة العامة، وهي الدائرة الكبرى، فمن حكمها أن يتولى الله من شاء من عباده بنبوة وهي من أحكام الولاية، وقد يتولاه بالرسالة وهي
(١) الإبريز للدباغ ص ٢٧٦ نقلا عن أبي يزيد البسطامي، أيضا جمهرة الأولياء للمنوفي ج ١ ص ٢٦٦، طبقات الشعراني ج٢ ص ١٦، الفتوحات الإلهية لابن عجيبة ص ٢٦١، كذلك الإنسان الكامل للجيلي نقلا عن أبي الغيث ج ١ ص ١٢٤. (٢) الإنسان الكامل للجيلي ج١ ص ١٢٤، كذلك الجواهر والدرر ص ٢٨٦ بهامش الإبريز، الجواب المستقيم لابن عربي ص ٢٤٧ نقلا عن الجيلي. (٣) لطائف المنن والأخلاق للشعراني ج١ ص ١٢٥، أيضا شرح شطحيات (فارسي) روزبهان بقلي شيراري ص ١٣٢ بتصحيح هنري كربين ط طهران ١٩٨١ م. (٤) انظر طبقات الشعراني ج١ ص ٦٨ ط دار العلم للجميع. (٥) كتاب التجليات ص ٢٠ من رسائل ابن عربي ط الهند.
1 / 188