التصوف - المنشأ والمصادر
التصوف - المنشأ والمصادر
ناشر
إدارة ترجمان السنة
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
محل انتشار
لاهور - باكستان
ژانرها
(ما كان وليّ متصل بالله تعالى إلا وهو يناجي ربه كما كان موسى ﵇ يناجي ربه) (١).
(وإذا صفا قلب الفقير صار مهبط الوحي) (٢).
والدباغ يقول:
(وكلام الحق سبحانه يسمعه المفتوح عليه إذا ﵀ ﷿ سماعا خارقا للعادة فيسمعه من غير حرفه ولا صوت ولا إدراك لكيفية، ولا يختص بجهة دون جهة، بل يسمعه من سائر الجهات، بل ومن سائر جواهر ذاته، وكما لا يخص السماع له جهة دون أخرى، كذلك لا يخص جارحة دون أخرى يعني أنه يسمعه بجميع جواهره وسائر أجزاء ذاته فلا جزء ولا جوهر ولا سنّ ولا ضرس ولا شعرة منه إلا وهو يسمع به، حتى تكون ذاته بأسرها كأذن سامعة،، ثم ذكر اختلاف أهل الفتح في قدر السماع وبيّنه بما لا يذكر) (٣).
(وأن معراج الصوفية، وخرقهم السموات، ومكالمتهم الربّ، ومخاطبته إياهم جائز شرعا ونقلا، وهو المنقول عن الشاذلي، وابن عطاء الله في (لطائف المنن)، ومحمد السنوسي في كبراه، والشيخ عبد الباقي وغيرهم) (٤).
وقد نقل الشعراني عن الشاذلي قوله:
(لا إنكار على من قال: كلّمني الله كما كلّم موسى) (٥).
وأما ابن عربي القائل دوما: (حدثني قلبي عن ربي، في كتبه ورسائله، و: ما صنفت كتابا عن تدبير واختيار إلا بأمر من الله وإرشاده) (٦).
يقول في سماع الصوفي كلام الربّ عندما يبلغ الدرجة العليا، ويتحقق في مقامه، يقول:
(إنما يسمع الصوفي في هذا المقام ويمتثل ما يسمع - كما أنا ما زلت أسمع متحققا في مقامي من الحق) (٧).
(١) أيضا ج ١ ص ١٨٠. (٢) الأخلاق المتبولية للشعراني ج ١ ص ١٠٠ المنقول عن إبراهيم المتبولي. (٣) الإبريز للدباغ ص ١٥٦. (٤) كتاب الطبقات للجعلي الفضلي ص ١٠٧. (٥) مقولة الشاذلي المنقولة في طلقات الشعراني ج٢ ص ٦٩. (٦) انظر تنبيه المغترين للشعراني ص ١٣٦. (٧) انظر مواقع النجوم لابن عربي ص ١٦٤ وما بعد الطبعة الأولى ١٣٢٥ هـ مطبعة السعادة مصر.
1 / 175