168

التصوف - المنشأ والمصادر

التصوف - المنشأ والمصادر

ناشر

إدارة ترجمان السنة

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

محل انتشار

لاهور - باكستان

ژانرها

ونقل الآخرون الكثيرون عنه أيضا أنه قال: (رفعني مرة فأقامني بين يديه، وقال لي: يا أبا يزيد، إن خلقي يحبون أن يروك. فقلت: زيّني بوحدانيتك، وألبسني أنانيتك، وارفعني إلى أحديتك، حتى إذا رآني خلقك قالوا: رأيناك، فتكون أنت ذاك، ولا أكون أنا هنا) (١). ونقلوا مثل ذلك عن السري السقطي رواية عن الجنيد أنه قال: بتّ عند سري ليلة، فقال لي: أنائم أنت؟ فقلت: لا. فقال: أوقفني الحق بين يديه، فقال: أتدري لم خلقت الخلق؟ قلت: لا. قال: خلقتهم فادّعوا محبتي، فخلقت الدنيا، فاشتغل بها من عشرة آلاف تسعة آلاف، وبقي ألف، فخلقت الجنة فاشتغل بها تسعمائة، وبقي مائة، فسلطت عليهم شيئا من بلائي، فاشتغل تسعون، وبقي عشرة، فقلت لهم: لا الدنيا أردتم، ولا في الجنة رغبتم، ولا من البلاء هربتم، فماذا تريدون؟ قالوا: إنك تعلم ما نريد. فقال: سأنزل عليكم من البلاء ما لا تطيقه الجبال، أفتثبتون؟ قالوا: ألست أنت الفاعل؟ قد رضينا بذلك. نحمد ذلك بك وفيك ولك. فقال: أنتم عبادي حقا (٢). ورووا عن الجنيد أنه قال: (لي ثلاثون سنة أتكلم مع الله تعالى) (٣).

(١) انظر كتاب اللمع للطوسي ص ٤٦١. (٢) روضة التعريف للسان الدين بن الخطيب ص ٥٣٧، ٥٣٨ ط دار الفكر العربي القاهرة. (٣) طبقات الشعراني ص ٢٠٠.

1 / 171