149

التصوف - المنشأ والمصادر

التصوف - المنشأ والمصادر

ناشر

إدارة ترجمان السنة

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

محل انتشار

لاهور - باكستان

ژانرها

(ولابد لكل سلسلة من سلاسل التصوف من الأزل إلى الأبد، ومن آدم إلى انقراض الدنيا أن تكون متصلة بسيد العالمين وأمير المؤمنين) (١). لأنه (أزهد الصحابة عند المتصوفة) (٢). كما هو (رأس الفتوة وقطبها) (٣). فأول وليّ عند المتصوفة هو علي بن أبي طالب ﵁، ومنه إنتقل الولاية إلى غيره من الأولياء كما أنه أول إمام عند الشيعة، وتسلسلت منه فورثها غيره، وكذلك الفتوة والقطبية، وهو الذي ألبس خرقته الحسن البصري، وهذه الخرقة التي يلبسها المتصوفة خلفاءهم وورثتهم (٤). وينصّ على تشيع هذا ابن خلدون في مقدمته حيث يقول عند ذكر الصوفية: (إنهم لما أسندوا لباس خرقة التصوف ليجعلوه أصلا لطريقتهم وتخيّلهم رفعوه إلى عليّ ﵁ وهو من هذا المعنى أيضا، وإلا فعليّ ﵁ لم يختصّ من بين الصحابة بتخليه ولا طريقة في اللباس ولا الحال، بل كان أبو بكر وعمر ﵄ أزهد الناس بعد رسول الله ﷺ وأكثرهم عبادة، ولم يختصّ أحد منهم في الدين بشيء يؤثر عنه في الخصوص، بل كان الصحابة كلهم أسوة في الدين والزهد والمجاهدة، يشهد لذلك من كلام هؤلاء المتصوفة في أمر الفاطمي وما شحنوا كتبهم في ذلك مما ليس لسلف المتصوفة فيه كلام بنفي أو إثبات، وإنما هو مأخوذ من كلام الشيعة والرافضة ومذاهبهم في كتبهم والله يهدي إلى الحق) (٥). وهذا إضافة إلى أن هذه الخرقة ونسبتها إلى عليّ، ورواية لبس الحسن البصري كلها باطل، لا أصل له، لأنه (لم يثبت لقاء الحسن مع علي بن أبي طالب ﵁ على القول الصحيح، لأن عليا ﵁ انتقل من المدينة إلى الكوفة والحسن صغيرا) (٦).

(١) انظر طرائق الحقائق لمعصوم علي شاه ج١ ص ٢٥١. (٢) انظر قوت القلوب لأبي طالب المكي ج١ ص ٢٦٧. (٣) آئين جوانمردي مقدمة هنري كاربين ص ٨، أيضا فتوت نامه لعبد الرزاق كاشاني ص ٢٩ ط طهران ١٣٦٣ شمسي ترجمة فارسية إحسان نراقي، أيضا طبقات الشعراني ج٢ ص ٩٢، أيضا جامع الأصول في الأولياء للكمشخانوي ص ٧. (٤) انظر عوارف المعارف للسهروردي ص ٩٨، أيضا الرسالة القشيرية ج٢ ص ٧٤٧، أيضا فوائح الجمال لنجم الدين الكبرى ص ٢٨٢، أيضا الأنوار القدسية للشعراني ص ٤٩. (٥) مقدمة ابن خلدون ص ٤٧٣. (٦) انظر تهذيب التهذيب لابن حجر، والتذكرة للذهبي، الرسائل والمسائل لابن تيمية، كذلك التصوف لماسينيون.

1 / 152