140

التصوف - المنشأ والمصادر

التصوف - المنشأ والمصادر

ناشر

إدارة ترجمان السنة

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

محل انتشار

لاهور - باكستان

ژانرها

عَبْدك وأما الثاني فهو عبد الله الصوفي فأيضا ذكره كل من المستشرق ماسينيون والباحث الإيراني الشيعي الدكتور قاسم غني، والشيعي العراقي دكتور مصطفى الشيبي وغيرهم، شاهدين بأنه كان شيعيا مغاليا. فيقول ما سينيون: (أما صيغة الجمع (الصوفية) التي ظهرت عام ١٩٩هـ (٨١٤ م) في خبر فتنة قامت بالإسكندرية فكانت تدل - قرابة ذلك العهد فيما يراه المحاسبي والجاحظ - على مذهب من مذاهب التصوف الإسلامي يكون شيعيا نشأ في الكوفة، وكان عبدك الصوفي آخر أئمته، وهو من القائلين بأن الإمامة بالتعيين، وكان لا يأكل اللحم، وتوفي ببغداد حوالي عام ٢١٠هـ (٨٢٥ م). وإذن فكلمة (صوفي) كانت أول أمرها مقصورة على الكوفة) (١). وكتب دكتور (قاسم غني) عنه: (كان رجلا معتزلا الناس، زاهدا، وكان أول من لقب بلقب الصوفي - وأضاف الدكتور قاسم غني: وهذا اللفظ كان يطلق في تلك الأيام على بعض زهاد الشريعة من الكوفيين، وقد أطلقت هذه الكلمة أيضا في سنة ١٩٩هـ على بعض الناس مثل ثوار الإسكندرية، ولأن عبدك كان لا يأكل اللحم، عده بعض المعاصرين من الزنادقة. وكذلك يقول ماسينيون: لم يكن السالكون في القرون الأولى يعرفون باسم الصوفية، وقد عرف الصوفي في القرن الثالث، وأول من اشتهر في بغداد بهذا الاسم هو عبدك الصوفي الذي كان من كبار شيوخهم وأقطابهم، وهو سابق على بشر بن الحارث الحافي المتوفى سنة مائتين وسبع وعشرين، وأيضا قبل السري السقطي المتوفى في سنة مائتين وخمس وعشرين. وبناء على ذلك نالت كلمة الصوفي شهرة في بادئ الأمر في الكوفة، ثم أصبحت أهميتها كبيرة بعد نصف قرن في بغداد، وصار المقصود من كلمة الصوفية جماعة عرفاء العراق بازاء جماعة الملامتية الذين كانوا من عرفاء خراسان، وتجاوز

(١) دائرة المعارف الإسلامية أردو ج٦ ص ٤١٩، أيضا التصوف لماسينيون ترجمة عربية ص ٢٧.

1 / 143