سودان
السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الثاني)
ژانرها
Qorb en Hatiu »؛ لأنهم كانوا يعتقدون أن في مثل هذا الوقت من السنة تبكي إيزيس ذاكرة نحيبها وندبها الأول على جثة زوجها وأخيها أوزيريس، فتسيل دموعها في النهر فتسبب زيادة مياهه وارتفاعها، وهكذا ينشأ الفيضان. وهذه العقيدة كانت لا تزال موجودة حتى بضع سنين مضت، ولكن في شكل معدل، فكان المصريون - إلى منتصف القرن الماضي - يقيمون احتفالا في اليوم الحادي عشر من شهر بؤونة «17 يونيو» يسمى «ليلة النقطة». ففي هذه الليلة كانوا يعتقدون أن هناك نقطة تسقط في النيل وتسبب زيادة مياهه وفيضانها. أما الاحتفال الثاني فكان في منتصف شهر أغسطس، وهو ما يماثل الآن احتفال «العقبة» أو «قطع الخليج». فكانوا يبنون في الخليج سدا من التراب يبلغ ارتفاعه 23 قدما، وعندما يصل منسوب مياه النيل إلى هذا العلو، يأتي العمال قبيل شروق الشمس في اليوم التالي لوصول المياه إلى 23 قدما، ويزيلون قليلا من التراب من على قمة السد، ثم يؤتى بقارب يركب فيه البعض ويجرفون تجاه السد الذي يكون قد ضعف لإزالة قليل من التراب من على القمة، فينكسر وينقطع فتمر مياه النيل بقوة جارفة أمامها السد. وهذا الاحتفال يشبه الاحتفال الذي يقوم به أهالي رأس البر ودمياط تمام الشبه.
ولم يكن النيل طبعا يرتفع كل سنة الارتفاع المطلوب، فكانت تنشأ من ذلك التحاريق وتتسبب المجاعات عنها. ففي عصر الملك زوسر - من الأسرة الثالثة - حدث أن انخفض النيل سبع سنوات، فنشأت من ذلك مجاعة هائلة نتج عنها أن الجار كان يسرق جاره، وكان الشبان لا يقدرون على السير، والرجال الأقوياء يسقطون على الأرض من شدة الجوع، والعجائز يتمددون على الأرض على ظهورهم منتظرين الموت، وتقول قطعة الصخر المنقوش عليها هذه القصة: إن الملك زوسر كتب إلى حاكم إقليم الشلال الأول، لأنهم - كما ذكرت - كانوا يعتقدون أن النيل يرتفع من هناك، يطلب منه أن يسأل الإله خنوم
Khnum ، إله الشلال، لماذا يسمح بحدوث هذه الأشياء؟ وتستمر النقوش فتقول: إن الملك زوسر عول أخيرا على زيارة جزيرة أنس الوجود، حيث قابله الإله خنوم الذي قال له: إن سبب انخفاض النيل هو أن الناس أهملوا عبادة آلهة الشلال. فوعده الملك بأنه سيعنى بذلك، وأنه سيأمر بتقديم القرابين إلى المعابد بانتظام. وقد وفى الملك بعهده؛ فارتفع النيل وغطى الأرض وسبب ازدياد ثروة البلاد. وهذه الرواية مأخوذة من نقوش على قطعة حجر من عصر البطالسة وجدت في جزيرة عند الشلال الأول. ا.ه.
الفصل الثالث والعشرون
الخزانات
ترتب على مشروعات النيل وتنظيم توزيع ماء الري بين مصر والسودان، التفكير في إنشاء خزانات على النيل، فأنشئ من الخزانات: (1)
خزان أسوان وتمت تعليته مرتين. (2)
خزان سنار «مكوار سابقا»، وقد تقررت تعليته قريبا. (3)
خزان جبل الأولياء ويتم بناؤه في سنة 1937. (4)
مشروع خزان بحيرة ألبرت. (5)
صفحه نامشخص