Studies in the Origins of the Arabic Languages

Abdul Aziz Al Qari d. 1444 AH
5

Studies in the Origins of the Arabic Languages

دراسات في أصول اللغات العربية

ناشر

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

شماره نسخه

السنة السادسة-العدد الثالث-رجب ١٣٩٤هـ

سال انتشار

فبراير ١٩٧٤م

ژانرها

فمن هذه المنطقة نزحت البشرية إلى سائر أرجاء المعمورة وانتشرت الحضارة وفيها أنزلت الرسالات التي ذكرها القرآن، ولكن في أي جزء من المثلث كان المنطلق في جنوبه - أي اليمن - أم في شماله أي (العراق) أو (سيناء) . . . مما يؤيد عندي الرأي القائل بأن (العراق) كان هو المنطلق أن أحدًا من المفسرين لم يذكر أن الجودي الذي استوت عليه سفينة نوح هو في اليمن أو جنوب الجزيرة أو أي مكان آخر، وهذا ابن جرير وهو يستقصي أقوال السلف في تفسيره ينقل بأسانيده عن مجاهد، وسفيان، وقتادة، والضحاك وهم رواد التفسير أنه جبل بالعراق - بل بناحية الموصل منه - ويسند إلى ابن عباس أنه جبل دون تحديد موقعه، وإلى التابعي الجليل زر بن حبيش أنه ناحية بالعراق١ ولكن ابن كثير يذكر في تفسيره أن بعضهم يرى أنه الطور دون أن يسمي القائل البشر - سواء كان من العراق بالتحديد أو من الطور أو مما بينهما - فإننا نستطيع أن نقول: إنه حدثت عمليات نزوح كبيرة، وحركات هجرة واسعة لأبناء نوح ومنهم - الساميون - إلى سائر الأرجاء شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا ومن هذه - الهجرات - التحرك صوب الجنوب حيث أرض صحراوية تحيط بها البحار من الجهات الثلاث، وكانت هذه الهجرات بسبب الحروب والغارات أو بحثًا عن الكلأ والماء والأراضي الخصبة.. ويقول بعض الباحثين إن الإشارة إلى - بدو الآراميين - في التوراة يعني قسمًا من الآراميين الذين كانوا يسكنون الشام تحركوا صوب الصحراء الجنوبية حيث عرفوا فيما بعد بالعرب، ويرى أن كلمة (عرب) ترجع إلى أصل - آرام - ٢.

١ تفسير ابن كثير (ط الحلبي بمصر) ٢ - ٤٤٧. ٢ عباس محمود العقاد في كتابه (إبراهيم أبو الأنبياء) .

1 / 119