دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه

Ishaq al-Sahili d. Unknown
75

دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه

دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه

ناشر

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م

محل انتشار

قطر

ژانرها

أمَّا إذا أطلقت الأمة على الزمان أو المكان، فإنَّ المقصود بها ظرف الأمة. رابعًا: الجوانب التي استعمل فيها مدلول (أُمَّة) في القرآن الكريم، ورد لفظ (أُمَّة) في القرآن الكريم ليدل على الجوانب الآتية: ١ - الجانب التكويني باعتبار تعدد أصناف الخلق، من حيث الأصل والنوع والمنشأ والمرجع، ومنه قوله تعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ﴾ (١) [الأنعام: ٣٨]. ٢ - الجانب الاجتماعي، ومنه قوله تعالى: ﴿بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (٢٢)﴾ [الزخرف: ٢٢]، والآية بعدها: ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ﴾ [الزخرف: ٢٣]، قال الراغب: (أي على دين مجتمع) (٢)، وهذا يعطي لفظ (أُمَّة) المحتوى الاجتماعي. ٣ - الجانب الديني، ومنه قوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (٩٢)﴾ [الأنبياء: ٩٢]، قال الطبري في تفسيرها: (يقول تعالى ذكره: إنَّ هذه ملَّتكم مِلَّة واحدة، وأنا ربُّكم أيُّها الناس فاعبدوني دون الآلهة والأوثان، وسائر ما تعبدون من دوني) (٣). وقال البغوي في قوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ﴾: (أي: ملتكم ودينكم) ﴿أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ أي: دينًا واحدًا وهو الإسلام، فأبطل ما سوى

(١) وانظر: ما يتعلق بالكوني والشرعي لدى ابن تيمية: الجواب الصحيح: (١/ ١٥٤، ١٥٥)، (مرجع سابق)، وانظر: فتاواه: (٨/ ٥٨ - ٦٢)، (مرجع سابق). (٢) الراغب الأصفهاني: مفردات ألفاظ القرآن: ص: (٨٦)، (مرجع سابق). (٣) جامع البيان في تأويل القرآن: (٩/ ٨١)، الطبعة الأولى: (١٤١٢ هـ)، عن دار الكتب العلمية - بيروت. وانظر: ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: (٣/ ١٩٤)، (مرجع سابق).

1 / 76