96

Studies in Sufism

دراسات في التصوف

ناشر

دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

ژانرها

ولم يتركوا الجمعة والجماعة فحسب، بل أن بعضًا منهم قد تركوا الصلاة أصلًا كما نقل النبهاني عن عبد القادر الدشطوطي أنه كان يسمع الأذن ولكنه ما رؤي يصلي قط، فأعترض عليه الناس، فقال: " الناس معذورون، يقولون: عبد القادر ما يصلي ... ولكن لنا أماكن نصلي فيها " (١). وهذه خرافة لا أصل لها نقلًا ولا عقلًا، إنما أخترعت لتعطيل الشريعة وتركها، وعلى ذلك يقول النبهاني محجرًا عقله ومسفهًا إياه: إياكم. إياكم أن تنكروا على أحد من الأولياء كونه لم يصل معكم في جماعة فإن لله تعالى رجالًا يصلون كل صلاة من الخمس في مكان غير بلدهم فبعضهم لا يصلي الجمعة دائمًا إلا بمكة أو عند رسول الله ﷺ وبعضهم لا يصلي الظهر كل يوم إلا في الجامع الأبيض برملة لد ومنهم من لا يصلي المغرب كل يوم إلا على سد أسكندر ذي القرنين أو جبل قاف ومنهم من لا يصلي العصر كل يوم إلا ببيت المقدس ومنهم من لا يصلي الصبح كل يوم إلا بالجبل المقطم قال وكان سيدي إبراهيم المتبولي وجماعة يصلون الظهر كل يوم بالجامع الأبيض برملة لد ... قال الشعراني وممن كان بمثل هؤلاء أيضًا سيدي علي اخواص وسيدي عبد القادر الدشطوطي وسيدي يوسف الكردي وأخبرني الشيخ يوسف الكردي أنه صلى مع سيدي إبراهيم المتبولي الظهر مرات بالجامع الأبيض برملة لد وكان أمامه نحيف الجسم فأمرني الشيخ فسلمت عليه ومشينا خطوات فإذا نحن داخل الغيط ببركة الحاج وكان سيدي إبراهيم وقت الظهر يدخل الغيط دائمًا فلا يراه أحد يصلي الظهر في مصر أبدًا " (٢). وذكر محمد غوثي الشطاري المتوفى في القرن العاشر من الهجرة شيخه شرف الباني بتّي أنه لم يكن يصلي، فأعترض عليه فقال: " إن الله أعفاني عن الفرض وقال لي: عينك عيني، أي ذاتك ذاتي " (٣).

(١) جامع كرامات الأولياء للنبهاني ج٢ ص ٩٥ ط دار صادر بيروت، أيضًا طبقات الشعراني ج ٢ ص ١٣٩. (٢) جامع كرامات الأولياء للنبهاني ج ١ ص ٢٤٥. (٣) كلزار أبرار لمحمد غوثي شطاري ١٠٠ ط المعارف لاهور باكستان.

1 / 103