Studies in Sufism
دراسات في التصوف
ناشر
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
ژانرها
وقال الشعراني:
" راضى الصوفية أنفسهم بالجوع حتى صارت تصبر على الطعام أربعين يوما وأكثر، وبعضهم حجّ من مصر بأربعة أرغفة حملها معه أكل في كل ربع من الطريق رغيفا، وبعضهم حجّ برغيفين، رغيف أكله بمكة ورغيف أكله في العقبة، وبعضهم أكل في مصر من يوم خروج الحجاج فلم يأكل شيئا حتى رجع مصر " (١).
والصوفي الفارسي الباخرزي المتوفى سنة ٧٣٦ هـ كتب أن المشائخ قالوا:
" لا تأكل ما تشتهي، وأن تأكل لا تطلبه، وأن تطلبه لا تتزين به، وقالوا: ما فوق الخبز فهو شهوة ولو كان ملحًا، ولكن البعض يقولون: أن الخبز من كبرى المشتهيات، وأعلاها اللحم والحلوى، وأدناها الملح والخلّ " (٢).
ونقل ابن عجيبة الحسنى عن سهل التستري أنه قال:
" لأن أترك من عشائي لقمة أحب إليّ من قيام ليلة " (٣).
ونقل العطار عن سري السقطي أنه كان يقول:
" منذ أربعين سنة تتمنى نفسي شرب العسل ولكني لم أجبها " (٤).
وعلى ذلك يتركون التكسب ويرونه من المبغضات بل المنكرات والمحرمات، ويأمرون بالتسول والاستجداء أو الكسل والخمول مع أنه من سنة رسول الله وسنة خلفائه الراشدين المهديين بعده، الذين أمر المؤمنين بإقتدائه وأتباع سنتهم، وهو سنة أصحاب رسول الله ﷺ عامة إلا من أعوز الفقر أو اقعدته الملمات.
والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة لا تعد ولا تحصى، نذكر منها ما رواه المقداد بن معد يكرب أنه قال:
قال رسول الله ﷺ: (ما أكل أحد طعاما قط خيرًا من أن يأكل من
_________
(١) درر الغواص للشعراني ص ٥٩ من هامش الإبريز للدباغ ط مصر.
(٢) أوراد الأحباب وفصوص الأدب (فارس) لأبي المفاخر يحيى الباخرزي بتحقيق أبرج أفشار ص ٣٣٢ ط جامعة طهران ١٩٦٦ م،.
(٣) الفتوحات الإلهية لأبن عجيبة الحسني ص ١٣٤.
(٤) تذكرة الأولياء لفريد الدين عطار ص ١٥٣ ط لاهور.
1 / 43