230

Studies in Sufism

دراسات في التصوف

ناشر

دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع

ویراست

الأولى

سال انتشار

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

مناطق
پاکستان
وبالمصطفى ﷺ فاستخبرته عن ذلك فقال: أي ولدي أنا كنت ذلك الماء الذي رأيته نظري سبحانه بعين القدر فذبت كما يذوب الرصاص فصرت كما رأيت ماء، ثم نظرني بعين اللطف فصيرني كما ترى بشرًا سويًا" (١).
وكان يقول: " صحبت ثلاثمائة ألف أمة ممن يأكل ويشرب ويروث وينكح ولا يكمل الرجل عندنا حتى يصحب هذا العدد ويعرف كلامهم وصفاتهم وأسمائهم وأرزاقهم وآجالهم، قال يعقوب الخادم، فقلت له: يا سيدي إن المفسرين ذكروا إن عدد الأمم ثمانون ألف أمة فقط، فقال ذلك مبلغهم من العلم، فقلت له: هذا عجب. فقال: واز يدك أنه ى نستقر فطفة في فرج أنثى إلا ينظر ذلك الرجل إليها ويعلم بها. قال يعقوب الخادم فقلت له: يا سيدي هذه صفات الرب جل وعلا، فقال: يا يعقوب أستغفر الله تعالى فإن الله تعالى إذا أحب عبدًا صرفه في جميع مملكته وأطلعه على ما شاء من علوم الغيب" (٢).
وكان يعقوب الخادم على حق حيث عدّ هذه الأوصاف من صفات الرب وهو الذي قال جلّ ﷾ في كتابه المحكم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، قال فيه:
﴿إن الله عنده علم الساعة وينزّل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدًا وما تدري نفس بأيّ أرض تموت﴾ (٣).
وكان يملك الموت والحياة كما ذكر ذلك عنه ابن الملقن:
" ورآه ابن أخته عبد الرحيم أبو الفرج، ورجل قد نزل عليه، فقال له: مرحبًا بوتد المشرق، فقال له: إن لي عشرين يومًا لم آكل ولم أشرب، وأريد أن آمر هذا الأوز الذي في السماء، فتنزل واحدة مشوية، ففعل، فنزلت كذلك، ثم أخذ حجرين من جانبه فصارا

(١) قلادة الجواهر ص ٨١.
(٢) أيضًا ص ٦٨.
(٣) سورة لقمان الآية ٣٤.

1 / 237