202

دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية

دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية

ویرایشگر

-

ناشر

مكتبة أضواء السلف،الرياض

ویراست

الرابعة

سال انتشار

١٤٢٥هـ/٢٠٠٤م

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

ژانرها

الذي منه هارون ﵇، ومما يدل على أن مريم من سبط هارون قول الله ﷿ ﴿يَا أُخْتَ هَارُونَ﴾ مريم آية (٢٨) .
قال السدي: قيل لها (يا أخت هارون) أي أخي موسى لأنها من نسله كما يقال للتميمي: يا أخا تميم، وللمضري: يا أخا مضر١.

١ تفسير ابن كثير (٣/١١٢) ولا يعكر على هذا التفسير ما روى عن المغيرة بن شعبة ﵁ أنه قال: بعثني رسول الله ﷺ إلى نجران فقالوا: "أرأيت ما تقرؤون ﴿يَا أُخْتَ هَارُونَ﴾ وموسى قبل عيسى بكذا وكذا؟ قال فرجعت فذكرت ذلك لرسول الله ﷺ فقال: "ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بالأنبياء والصالحين قبلهم " أخرجه مسلم (٣/٦٨٥) فهذا لا ينفي ما ذكر من المعنى السابق لأن النبي ﷺ إنما بين أن لفظ الأخوة في الآية ليست أخوة النسب بمعنى أن تكون هي وإياه خرجا من بطن واحد، وإنما المراد التشبيه به أو بغيره في الصلاح. ومما يستدل به على أن مريم من نسل هارون قول الله ﷿ ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ فالله تعالى ذكر هنا آل عمران، وذكر القرطبي في تفسيره (٤/٦٣) عن مقاتل في "آل عمران" أن المقصود به عمران أبو موسى وهارون"،فتكون مريم من ذلك النسل، لأنه ذكر قصتها بعد ذلك دليلًا على ما أنعم الله به على ذلك البيت. مما يؤيد هذا أن آل عمران وخاصة بني هارون عند اليهود هم المكلفون بالأمور التي تتعلق بالعبادة لديهم ولهم وضعية خاصة في تشريع اليهود وهذا يوحى بالاصطفاء الخاص فإن كل واحد من المذكورين في الآية له اصطفاء خاص من ناحية ذريته.
فآدم ﵇ نبي والناس كلهم ذريته، ونوح ﵇ إصطفى بالنبوة وأن ذريته هم الباقون، وإبراهيم ﵇ اصطفى بالنبوة والخلة وأن النبوة من بعده في ذريته، وآل عمران اصطفوا بأن فيهم نبوة والقيام بالشؤون الدينية لدى اليهود وخاصة نسل هارون ﵇ فتكون الآية دليلًا على أن مريم بنت عمران من نسل هارون بن عمران ﵇.
ومما يؤيد ذلك قوله تعالى: ﴿إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا﴾ قال إبن إسحاق: أي مفرغًا للعبادة لخدمة بيت المقدس. تفسير ابن كثير (١/٣١٥)، ويؤيد هذا ويؤكده قوله تعالى عن مريم ﴿كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ﴾ آل عمران (٣٧) ففيه دلالة على أنها من خدم البيت وعُبَّاده وخدمة بيت المقدس كما سبق ذكره خاصة بآل هارون ﵇.

1 / 231