40

Struggle of Thought and Conformity

صراع الفكر والاتباع

ناشر

مؤسسة قرطبة للطباعة والنشر والتوزيع

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

محل انتشار

الجيزة - مصر

ژانرها

حَجَّةً؟ !».
قال أبو حازم: «فَاقَ عَطَاءٌ أَهْلَ مَكَّةَ فِي الْفَتْوَى».
وقال محمد بن عبد الله الديباج: «مَا رَأَيْتُ مُفْتِيًا خَيْرًا مِنْ عَطَاءٍ».
وسأل سليمانُ بن هشام قتادةَ -المفسر المشهور-: هل في البلد -يعني مكة- أَحَدٌ -يعني من العلماء-؟
فقال: «أَقْدَمُ رَجُلٍ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ عِلْمًا عَطَاءٌ ..».
وإذا كان هذا الإمام يقول: «إني أستحيي من الله أن يدان في الأرض برأيي»، فكيف بمن لا يصلح أن يكون خادمًا له! ولا يعرف من العلم الشرعي شيئًا؟ ! .. يُشَرِّعُ برأيه .. ويرسم سبيلًا برأيه .. ويجعله دينًا للعباد .. ويخالف سبيل المؤمنين -سبيل السلف- برأيه .. إِنَّ هذا لهو الفساد بعينه، نعوذ بالله من الفساد.
وعن عروة بن الزبير قال:
«مَا زَالَ أَمْرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُعْتَدِلًا حَتَّى نَشَأَ فِيهِمُ الْمُوَلَّدُونَ، فَقَالُوا فِيهِمْ بِالرَّأْيِ، فَأَضَلُّوهُمْ» (١).
وعن الزِّبْرِقَانِ قَالَ: نَهَانِي أَبُو وَائِلٍ (٢) أَنْ أُجَالِسَ أَصْحَابَ «أَرَأَيْتَ».

(١) الدارمي (المقدمة رقم ١٢٠).
(٢) أبو وائل: هو شقيق بن سلمة، أحد أئمة التابعين الأخيار، قال الذهبي: الإمام الكبير، شيخ الكوفة، مخضرم، أدرك النبي ﷺ، وما رآه.
حَدَّثَ عن أكابر الصحابة؛ كعمر، وعثمان، وعلي، وعائشة، وأبي هريرة، ﵃.
تعلم القرآن في شهرين، قال عنه إبراهيم: إني لأحسبه ممن يُدْفَعُ عَنَّا به.
وقال ابن معين: لا يسأل عن مثله.
وقال الذهبي: قد كان هذا السيد رأسًا في العلم والعمل. «سير أعلام النبلاء» (٤/ ١٦١).

1 / 40