وقفات مع قضايا معاصرة شبهات ردود

حازم صلاح أبو إسماعيل d. Unknown
68

وقفات مع قضايا معاصرة شبهات ردود

وقفات مع قضايا معاصرة شبهات ردود

ناشر

بداية للإنتاج الإعلامي

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

٢٠١٠ م - ١٤٣١ هـ

ژانرها

والوئام والسلام بشكل حقيقي، ولكن المشكلة أن هؤلاء الناس لم يقرأوا بقية الآيات، هؤلاء يقصون الآية عند نقطة معينة، يقسمونها نصفين، فيظهر لك النصف الذي قرأه ولو أنه فقط أكمل تلاوة الآية نفسها لتبين أن المفهوم الحقيقي عكس المفهوم الذي يريد أن يقوله. إن الإِسلام فعلًا يقطع ما بين الإيمان والكفر بخطوط فاصلة، فالإِسلام يرى أن المؤمن مؤمن، وأن الكافر كافر، يقول الله تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (٢) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (٣)﴾ [الكافرون:١ - ٣]، ولكن الإِسلام لا يجعل من هذه المسألة مسألة كراهية عاطفية، أو كراهية مزاج، ولكنه يجعلها كراهية اعتقاد. وكراهية الاعتقاد هي أن أعرف أين الحق وأدركه، وأسير عليه، وأحب أهل الحق، وأكره أهل الباطل .. ولذلك تجد القرآن يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ﴾ [آل عمران: ١١٨]، إياكم أن تجعلوا من حولكم بطانة، لا تجعلوا المساعدين والمستشارين وهيئة تعاونكم من دونكم، أي من غير المسلمين، فيقولون: هذه هي ثقافة الكراهية، نقول لهم: اقرأوا بقية الآية ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا﴾ [آل عمران: ١١٨]، لا يقصرون في أن يصيبكم الخبال، والإفساد والإضرار ..

1 / 68