218

Stopping the Temptation: A Critical Study of the Instigators' Suspicions and the Trials of Jamal and Siffin According to the Methodology of the Muhaddithin

وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين

ناشر

دار عمار للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

محل انتشار

عمان - المملكة الأردنية الهاشمية

ژانرها

اجتماع الحكمين
ما حقيقة ما جرى في التّحكيم؟ وما الأمر الّذي اجتمع لأجله الحكمان؟ وعلام اتّفقا؟ وما نتائج التّحكيم؟
تَقَدَّمَ أنّ حاصل الخلاف بين عليّ ومعاوية أنّ معاوية كان يعتقد بوجود قتلة عثمان ﵁ في الجانب العراقي، فاعتلّ بأنّ عثمان قُتِلَ مظلومًا، وهو وليّ دمه، وتجب المبادرة إلى الأخذ على يد قَتلتِه، وأنّ له شوكة على ذلك، فالتمس من عليّ ﵁ أن يأخذ له حقّه في حينه وفي وقته، أو يسلّمه إيّاهم ويمكّنه منهم؛ ليأخذهم بعثمان ﵁ ثمّ يسلّم له، أمّا عليّ ﵁ فكان يرى تأخير ذلك حتّى يتوطَّدَ الأمرُ له ويُخْضِعَ البلاد، وأنّه هو الخليفة الواجب طاعته، وليس على معاوية إلاّ السّمع والطّاعة، وأنّ الله تعالى أَذِنَ بقتال الفئة الباغية حتّى ترجع إلى الحقّ.
ولذلك فإنّ اجتماع الحكمين كان للنظر في قضية مقتل عثمان ﵁، والنّظر في الخلاف الّذي نشأ عن ذلك بين معاوية وعليّ ﵄: معاوية الّذي يرى أنّ له الحقّ في الطلب بدم عثمان ﵁ ومحاسبة قتلته، وعليّ ﵁ الّذي يرى الاجتماع على الطّاعة ووحدة الجماعة، ليقوى على وضع الحقّ مواضعه، ثمّ يطلب منه أولياء الدّم بعد ذلك القصاص ممّن يثبت عليه قتل عثمان أو الممالأة على دمه.
فاجتمَعَ الحكمان للنظر في رأي من يستحقّ أن يُقَدّم على الآخر، وكيف السّبيل إلى الخروج من هذه الشّدّة، ولم يجتمعا للنّظر في عزلِ أحدٍ، وما كان لأبي موسى وعمرو بن العاص ﵄ أن يخلعا خليفة انعقدت له البيعة من أهل الحلّ والعقد! وليس في كتاب الله وسنَّة رسوله ﷺ ما يُوجِبُ خلعَ عليّ ﵁ فلم يظهر منه ما يوجب خلعه.
قال محمّد بن حبّان: " فلما دخلت السنة الثامنة والثلاثون اجتمعوا لميعادهم مع الحكمين ولم يخرج عليّ بنفسه ووافى معاوية في أهل الشام وكان بينه وبين أبي موسى الأشعري

1 / 219