وقد تميزت حياة ستالين بمقدرته الفائقة على استعمال «الموت»، وهو أنجح الأسلحة التي يمكن لإنسان أن يستعملها ضد خصمه، ومن وقت لآخر كان الموت الطبيعي يزيل من طريقه بعض الخصوم، ولكنه في معظم الأحيان كان يتسنم درجات السلطة فوق جثث الأصدقاء بعد أن يقضي عليهم بنفسه، وكان يستعمل سلاحه علنا؛ ففي عام 1918 وعد «بنشر الذعر الجماعي ضد البورجوازية «الطبقة الوسطى»».
لم يكن ستالين خطيبا ولكنه كان يعرف كيف يقنع!
ولم يكف ستالين عن القتل طوال حياته، وكان يصدر أوامره الخاصة بذلك في هدوء كأنه لم يكن ثمة مناص من ذلك، وكأن تلك الأوامر التي تصدر كانت منزهة عن الأهواء الشخصية.
وقد كتب عنه تروتسكي مرة يقول: إنه انتهازي ... يمسك قنبلة في يده!
وقد التمس له كثيرون من الكتاب والنقاد في خارج روسيا العذر على ما أصدر من أوامر بالإعدام، وقالوا: إن القتل كان خطوة ضرورية لإقامة فردوس الشيوعية على الأرض!
وقد حدث في عام 1934 لما استبد القلق بين البلشفيك أن قتل كيروف زعيم الحزب في ليننجراد وأحد أنصار ستالين وأعوانه في المكتب السياسي، وانتقل ستالين عندئذ بنفسه إلى مسرح الحادث وتولى الاتهام، وأمر بإطلاق النار على 117 من المشتبه في أمرهم دون محاكمة، كما أمر بنفي آلاف من أعضاء الحزب في ليننجراد إلى سيبيريا.
وكانت هذه هي بداية المذابح الكبرى والمحاكمات التي استمرت من عام 1935 إلى 1938، وراح ضحيتها عدد من زعماء البولشفيك ممن كانوا يخالفون ستالين في سياسته. ووصلت المذابح إلى الذروة في عام 1937 عندما كانت المحاكمات تجري في الخفاء.
ويروى أن لادي أستور سألت ستالين في يوم من الأيام: إلى متى تستمر في إعدام الناس؟
فأجابها بكل بساطة: طالما كان هذا ضروريا!
وحدث بعد أحد عشر عاما في سنة حالكة من سنوات الحرب، وهي سنة 1942، أن كان تشرشل يقضي ليلته الأخيرة في روسيا ودعاه ستالين في تلك الليلة لكي يتناول معه كأسا من الشراب.
صفحه نامشخص