تأليف
فرج جبران
روسيا وستالين
يصدر هذا الكتاب في الوقت الذي تحتفل فيه روسيا بمرور 40 عاما على مولد الثورة الاشتراكية، وهي الثورة التي اعتبرت من أعظم الأحداث العالمية في هذا العصر.
وقد اقترن الاحتفال بعيد هذه الثورة بظاهرة عجيبة تدعو للتساؤل؛ وهي اختفاء اسم بطل من أبطال هذه الثورة، بل لعله أعظم بطل من أبطالها بعد لينين الذي بشر بها، وحمل رسالتها في الأعوام الأولى.
حتى صور هذا البطل لم تظهر في عيد الثورة كما كانت تظهر من قبل في الأعياد السابقة، وسمح للناس بأن يروا صورة لينين فقط.
هذا البطل الذي اختفى اسمه، واختفت صورته في عيد الثورة هو ... ستالين!
ولكن ستالين مع ذلك وهو في ضريحه إلى جانب ضريح لينين، ما زال يفرض اسمه، ويفرض رسمه، ويفرض سياسته ...
ولا شك أن ستالين يستحق الدراسة إذا كان قد نجح في فرض اسمه وفرض سياسته، دون أن يسعى إلى ذلك، سواء في الحياة أو بعد الموت؛ إذا كان في وسع أحد أن يفرض نفسه بعد الموت ...
والواقع أن ما كتب عن ستالين يعتبر ضئيلا جدا بالنسبة لما كتب عن لينين، أو عن تروتسكي وهو الزعيم الثاني الذي كان مرشحا لخلافة لينين ... وقد كان هو بطبيعته ميالا للعزلة، والإقلال من الكلام أو التحدث عن نفسه، كما أن الكتاب والمؤلفين والصحفيين لم يسعوا إلى مقابلته إلا بعد أن تركزت عليه الأنظار خلال الحرب العالمية الثانية؛ نظرا لأهمية الدور الذي قامت به بلاده في تلك الحرب، وما ساهمت به في سبيل القضاء على الفاشية تحت قيادته القوية الحازمة ...
صفحه نامشخص