عرف العالم أنه حدث في مساء يوم الأحد السابق للوفاة أن أصيب ستالين بإغماء نتيجة انفجار شريان من شرايينه، وقد أعقب الانفجار نزيف شديد في الجهة اليسرى من المخ، وكان من نتيجة ذلك أن شلت حركة يده اليمنى وساقه اليمنى كما أنه فقد النطق ...
ودعي أكبر الأطباء في الاتحاد السوفييتي، وعلى رأسهم وزير الصحة ومعه تسعة من الأخصائيين لعلاج المريض، وقد فرضت عليهم جميعا رقابة شديدة، وأحصيت كل همسة من همساتهم أثناء تشاورهم.
كان هناك تسعة أطباء يراقب كل واحد منهم الآخر، كما أن وزير الصحة كان يراقب الأطباء، كما أن اللجنة المركزية والحكومة كانتا تراقبان الوزير، وكان كل ذلك يعلن للعالم.
وكتم السر العظيم مدة 48 ساعة فلم يعلم به إلا المقربون والأطباء ...
وفي صبيحة يوم الأربعاء، عند الساعة الثامنة تماما أذيعت الأخبار على العالم كله بعد أن ردد راديو موسكو صوت أجراس الكرملين التي تلتها موسيقى حزينة هادئة، ثم تكلم المذيع بصوت بطيء فقال:
إن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي بالاتحاد السوفييتي ومجلس وزراء اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية يعلنان ما حل من مصاب أليم بالحزب والشعب؛ وهو خبر المرض الخطير الذي ألم بالرفيق ج. ف. ستالين، إذ حدث خلال ليلة 1-2 مارس أن أصيب الرفيق ستالين بنزيف أثر على أجزاء حيوية من مخه.
إن اللجنة المركزية ومجلس الوزراء ليعبران عن ثقتهما في أن الحزب وجميع أفراد الشعب السوفييتي سيظهرون في هذه الظروف أعظم الاتحاد والائتلاف وسمو الروح المعنوية والحذر.
وتبع ذلك بلاغ ثان أصدره أطباء جوزيف ستالين العشرة، وجاء به:
اتخذت في يومي 2 و3 مارس الإجراءات الضرورية للعلاج مستهدفة تحسين التنفس المضطرب والدورة الدموية ...
وفي الساعة الثانية من صباح يوم 4 مارس كانت حالة ج. ف. ستالين الصحية لا تزال خطيرة ... فالتنفس 3600 في الدقيقة ... والنبض 120 وهو غير منتظم بالمرة.
صفحه نامشخص