149

Springs of the Pulpit: A Collection of Sermons and Articles - Volume 1

ينابيع المنبر مجموعة خطب ومقالات المجموعة الأولى

ژانرها

وَالإِحْبَاطِ وَالقُنُوطِ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ تَعَالَى، وَوَاجِبٌ عَلَى المُؤْمِنِ أَنْ يَشْكُرَ اللهَ تَعَالَى فِي السَّرَّاءِ، وَيَصْبِرَ فِي الضَّرَّاءِ، فَلا يَسْتَبِدَّ بِهِ الفَرَحُ إِلَى حَدِّ الغُرُورِ، وَلا يُطْبِقَ عَلَيْهِ اليَأْسُ إِلَى حَدِّ القُنُوطِ، وَلْيَعْلَمْ أَنَّ الأَمْرَ بِيَدِهِ لا بِيَدِ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ، وَهُوَ سُبْحَانَهُ لا يُقَدِّرُ شَرًّا مَحْضًا، وَلا يَقْضِي لِعِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ إِلاَّ مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُمْ، ﴿قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ﴾ (١)، ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ (٢).
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ.
أعداء الدين مَخذُولُونَ: ﴿وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ﴾ (٣)، ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيرُ المَاكِرِينَ﴾ (٤).
نَعَم - أَيُّهَا المُوَحِّدُونَ - إِنَّ المَرجِعَ وَالمَصِيرَ إِلى العَزِيزِ الخَبِيرِ، وَلا يَعدُو ما يُصِيبُ المُسلِمِينَ مِن الكفار والمنافقين أَن يَكُونَ أَذًى فَحَسبُ "وَإِن تَصبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُم كَيدُهُم شَيئًا إِنَّ اللهَ بما يَعمَلُونَ مُحِيطٌ ... والمؤمن يعلم ويوقن أَنَّ العَاقِبَةَ لِلمُتَّقِينَ، وَأَنَّ سُنَّةَ اللهِ قَد مَضَت في ابتِلاءِ عِبَادِهِ وَامتِحَانِهِم بِالشَّرِّ وَالخَيرِ ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (٢) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾ (٥).

(١) [آل عمران: ١٥٤].
(٢) [الأعراف: ٥٤].
(٣) [محمد: ٤].
(٤) [الأنفال: ٣٠].
(٥) [العنكبوت: ٢، ٣].

1 / 149