28
ويقول في موضع آخر: «لم يبلغ التهور بأحد، فيما أعلم، حدا يجعله يعد هذا اليهودي الطريد مفتقرا إلى الإخلاص، إن من الممكن وصفه بأنه كتوم. وقد كان كذلك بالفعل عادة، ولكنه عندما كان يصرح بما في ذهنه كان قطعا يعني ما يقول.»
29
ويعبر «موريس كوهين» عن الفكرة ذاتها حين يصف اسپينوزا بأنه «غير هياب
fearless »، ويصف القول بأنه عبر عن آرائه الجريئة بلغة دينية لكي يبعد عن نفسه الأذى الشخصي بأنه قول «ممتنع إلى حد يبعث على الرثاء
pathetically absurd ».
30
ومن هذين المثلين نرى أن الاعتراضات التي يمكن أن توجه إلى التفسير الذي نقدمه ها هنا تنحصر في القول بأن هذا التفسير يؤدي إلى القول بأن اسپينوزا كان يفتقر إلى الشجاعة من جهة، وإلى الإخلاص من جهة أخرى، وهما صفتان تؤكد لنا أبسط دراسة لحياته وشخصيته أن نصيبه منها كان أكبر من نصيب معظم كبار المفكرين من معاصريه. (أ)
ولكي نرد على النقطة الأولى، ينبغي أن نرجع إلى مفهوم الشجاعة عند اسپينوزا ذاته لنجد فيه الجواب.
فتعريفه للشجاعة هو: «أعني بالشجاعة
صفحه نامشخص